ثم بين سبحانه جواب المؤمن للكافر فقال { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} أي: يخاطبه ويجيبه مكفرا له بما قاله { أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ} يعني أصل الخلقة أي خلق أباك من تراب وهو آدم عليه السلام وقيل: لما كانت النطفة خلقها الله سبحانه بمجرى العادة من الغذاء والغذاء ينبت من تراب جاز أن يقول خلقك من تراب { ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا } أي: نقلك من حال إلى حال حتى جعلك بشرا سويا معتدل الخلقة والقامة وإنما كفره بإنكاره المعاد وفي هذا دلالة على أن الشك في البعث والنشور كفر { لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} تقديره لكن أنا أقول هو الله ربي وخالقي ورازقي فإن افتخرت علي بدنياك فإن افتخاري بالتوحيد { وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} أي: لا أشرك بعبادتي إياه أحدا سواه بل أوجهها إليه وحده خالصا وإنما استحال الشرك في العبادة لأنها لا تستحق إلا بأصول النعم وبالنعمة التي لا يوازنها نعمة منعم وذلك لا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى ثم قال { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} معناه: وقال لصاحبه الكافر هلا حين دخلت بستانك فرأيت تلك الثمار والزرع شكرت الله تعالى وقلت ما شاء الله كان وإني وإن تعبت في جمعه وعمارته فليس ذلك إلا بقدرة الله وتيسيره ولوشاء لحال بيني وبين ذلك ولنزع البركة عنه فإنه لا يقوى أحد على ما في يديه من النعمة إلا بالله ولا يكون له إلا ما شاء الله ثم رجع إلى نفسه فقال { إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا 39 فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ} معناه: إن كنت تراني اليوم فقيرا أقل منك مالا وعشيرة وأولادا فلعل الله أن يؤتيني بستانا خيرا من بستانك في الآخرة أوفي الدنيا والآخرة { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ} أي: ويرسل على جنتك عذابا أونارا من السماء فيحرقها عن ابن عباس وقتادة وقيل: يرسل عليها عذاب حسبان وذلك الحسبان حساب ما كسبت يداك عن الزجاج وقيل: ويرسل عليها مرامي من عذابه إما بردا وإما حجارة أوغيرهما مما يشاء من أنواع العذاب وصلا إلى مجموعة غلمان وتصفح العالم وجوههم فطلب من أحدهما أن يأتي معه، فأخذه العالم إلى موضعٍ خالٍ فقتله
أما أنا فقد اهتديت بفطرتي وعقلي إلى خالقي وخالق كل شيء وآمنت بأنه هو وحده الخالق الرازق وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

أرشيف تقريرات التدبر في القرآن

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سورة الكهف: الآية 24 الكاتب نُشرت في التصنيفات , , الوسوم , , , , , , , , بسم الله الرحمن الرحيم { لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ 3 قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ السَّميعُ الْعَليمُ 4 بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ 5 ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَ فَهُمْ يُؤْمِنُونَ 6 } صدق الله العلي العظيم بالتأمل في هذه الآيات نستفيد بصيرة هامة تفتح لنا بها آفاق معرفية واسعة، فما هي تلك البصيرة؟ قد يجرب أحدنا في حياته شيئاً فيستفيد علماً مستئنفاً، وقد يلاحظ تجارب الآخرين أمامه فينتفع منها العلم والعبرة، ولكن ذلك لا يشكل إلا جزءاً بسيطاً من منظومته المعرفية، إذ أن أغلب مواقفنا وآرائنا وتوجهاتنا تقوم على أساس ما نتلقاه بأسماعنا من الآخرين، سواءاً الآباء أوالأساتذة أو سائر الناس، وإن لم تكن لدينا معايير واضحة لتقييم ما نسمعه ومعرفة نسبة الصواب والخطأ فيه فسوف تجرنا أفكار الآخرين إلى ضلالات تبدأ ولا تنتهي.

7
ذكر الله تعالى ثلاثة أنواع من النباتات في بستان صاحب الجنتين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ذكر الله تعالى ثلاثة أنواع من النباتات في بستان صاحب الجنتين حدّدها مما يلي
والحال أن النفع والضرر بيد الله سبحانه، ولا يقدر أحدٌ على الإضرار بالإنسان إذا لم يشأ الله سبحانه ذلك
أرشيف تقريرات التدبر في القرآن
بل عمدَ إِلى ما هو أكثر مِن هذا، إِذ بما أنَّ الخلود في هذا العالم بتعارض مع البعث والمعاد، لذا فقد فكَّر في إِنكار القيامة وقال: { وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}وهذا كلام يعكس وهم قائلة وتمنياته! ومن بين هذه النباتات نذكر شجرة البلوط، الأوكاليبتوس
ولأنَّهُ فقد ما كان يملكهُ مِن رأس المال ولم يبقي لديه شيء آخر، فإِنَّ مصيره: { وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا} هي نباتات لم تحض بعناية الإنسان في وقت مضى، أما في وقت حاضر فقد أبدى الإنسان اهتماما خاصا بها، فاعتنى بالأشجار الغابوية للمحافظة على أديم الأرض ولتوفير الخشب، وصان الغابات التي تغطي حوالي 20 بالمائة من سطح اليابسة وخصص أماكن للمرعى التي توفر الغذاء للحيوانات العاشية
أي بُسُط ثخينة مزخرفة محلاة بأنواع الصور والزينة وهي نسبة إلى عبقر وهي قرية بناحية اليمن ينسج فيها بسط منقوشة بلغت النهاية في الحسن قال المفسرون: الجنتان الأوليان للمقربين والآخريان لأصحاب اليمين فمن هم المقربين؟ يقول الله في سورة الواقعة وكنتم أزواجاً ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون لاحظ أنه قال والسابقون السابقون و لم يقل وما السابقون لكن كرر الكلمة للتأكيد وكأنه يقول: السابقون هم السابقون فالسابقون في الإيمان هم السابقين إلى الجنة وأنت تعرف من هم السابقون فمن سبق المقام مصدر بمعنى القيام وقد يكون المعنى من خاف قيام ربه وهيمنته عليه في الدنيا لأن الله يقول أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت فالقيام هو الهيمنة فهذا الخائف له جنتان ذلك العبد الذي إذا هم بمعصية ذكر الله فارتدع خوفا منه أو من خاف مقام ربه

ذكر الله تعالى ثلاثة أنواع من النباتات في بستان صاحب الجنتين

وهذا معنى حق في نفسه لكنه لا يناسب الغرض المسوق له الآيات وهو بيان أن الأمر كله لله سبحانه وهو الخالق لكل شيء المدبر لكل أمر، وليس لغيره إلا سراب الوهم وتزيين الحياة لغرض الابتلاء والامتحان، ولوكان كما ذكروه لكان الأنسب توصيفه تعالى في قوله:{لله الحق} بالقوة والعزة والقدرة والغلبة ونحوها لا بمثل الحق الذي يقابل الباطل، وأيضا لم يكن لقوله:{ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} وجه ظاهر وموقع جميل.

18
تفسير الأية (32
ثمّ عَمِد الرجل الموحِّد المؤمن إِلى تحطيم كُفر وغرور ذلك الرجل صاحب البستان فقال: { لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} 2
النباتات: تعريفها وأنواعها ~ بستان الأطفال
وهكذا هو الأمر بين علم النبي موسى عليه السلام الذي كان مكلفاً بعلم الشريعة، وعلم العالم الذي كان مأموراً بعلم الغيب، وكلاهما من الله سبحانه ، وكان النبي موسى مأموراً بالأول
أرشيف تقريرات التدبر في القرآن
لقد تضخَّم هذا الإِحساس ونما تدريجياً ـ كما هو حاله ـ ووصلَ صاحب البستان إلى حالة بدأ يظن معها أنَّ هذه الثروة والمال والجاه والنفوذ إِنّما هي أُمور أبديّة، فدخل بغرور إلى بستانه في حين أنَّهُ لا يعلم بأنَّهُ يظلم نفسه ونظر إلى أشجاره الخضراء التي كادت أغصانها أن تنحني مِن شدَّة ثقل الثمر، وسمع صوت الماء الذي يجري في النهر القريب من البستان والذي كان يسقي أشجاره، وبغفلة قال: لا أظن أن يفنى هذا البستان، وبلسان الآية وتصوير القرآن الكريم: { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا}