البدعة وتأثيرها على السنّة الثابتة كلما توجّه الناس إلى إقامة البدع والمحدثات من الدين، كلما ابتعدوا عن تتبع السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قالوا: البدعة رافعة للسنن ومميتة لها، وهو معنى مأخوذ من قوله عليه الصلاة والسلام: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسُّكٌ بسنةٍ خير من إحداث بدعة رواه أحمد | ولأن الانسان له طاقة وجهد ووقت، فإذا أنفقها في البدع والمحدثات، لم يبق له وقت للعمل بالدين والسنن |
---|---|
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار | نسأل الله عز وجل أن يحفظنا أجمعين وأن يعيذنا من البدع، وأن يصلح لنا شأننا كله إنه سميعٌ قريبٌ مجيب |
نسأل الله عز وجل أن يحفظنا أجمعين وأن يعيذنا من البدع، وأن يصلح لنا شأننا كله إنه سميعٌ قريبٌ مجيب.
11حدّ البِدعة في الشرع نشأ التوسُّع في إطلاق لفظ التبديع والبِدعة على الكثير من الأمور والعادات نتيجة خلاف العلماء في معنى مفهوم البِدعة وحدودها وضوابطها، لذلك فإنّ من يُدرك حدود البِدعة شرعاً يعي جيّداً ما يُمكن إدخاله في مفهوم البِدَع وما لا يمكن أن يكون منها، وفيما يأتي بيان آراء العلماء في حدّ البِدعة الشرعيّ: التّوسع توسَّع بعض العلماء في تحديد معنى البِدعة وحدودها؛ فحملوها على جميع ما أُحدِث من أمور بعد عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- سواءً كانت تلك الأعمال تتعلّق بالعبادات وترجع إليها، أم أنّها لا تتجاوز كونها مجرّد عاداتٍ أو حتّى إن كانت من المعاملات، ولم يُفرِّقوا كذلك بين إن كانت تلك البِدعة أو ذلك الأمر والفعل المُبتدَع حسناً أم قبيحاً | ماهي البدعة إن البدعة هي عبارة عن عبادات لقد تم استحداثها أي أنها ظهرت مؤخرًا ، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك : كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة حيث أن البدعة هو ما أختلقة الناس في الدين وهو في حقيقة الأمر ليس لها ، أساس من الصحة ، وبعض الأشخاص قد قام بتقسيم البدعة إلى واجبة ومحرمة ومكروه ومستحبة ومباحة وهذا غير صحيح وليس له أساس من الصحة حيث أن أي بدعة ضلالة بناء على ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى |
---|---|
روى الإمام مسلم في كتابه الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ | اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها |
أيها المؤمنون: وإذا كان على كل مسلم في كل بلد من الدنيا أن يتقي البدع وأن يحذرها أشد الحذر، فإن هذا الأمر يتأكد على أهل المدينة تأكدًا أعظم من غيرهم؛ لأن المدينة -يا معاشر المؤمنين- مأرز الإيمان ومهبِط الوحي ومنطلق الدعوة.
6