الثاني : أي لا تمسخنا قردة وخنازير ، وهذا قول عطاء | ومن ثم إفراده بالسيادة على ضمير الإنسان وسلوكه في كل أمر من أمور الحياة |
---|---|
لأن وجودهم مبني على الضعف والجهل فربما قصروا عن التحفظ بوظائف المراقبة بنسيان أو خطإ، أو قصروا في القيام بواجب العبودية فخانتهم أنفسهم بارتكاب سيئة يوردهم مورد السخط والمؤاخذة كما أورد أهل الكتاب من قبلهم، فالتجئوا إلى جناب العزة ومنبع الرحمة أن لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطئوا، ولا يحمل عليهم إصرا، ولا يحملهم ما لا طاقة لهم به، وأن يعفو عنهم ويغفر لهم وينصرهم على القوم الكافرين | فهم الحراس على أعز رصيد عرفته البشرية في تاريخها الطويل |
امن الرسول بما انزل، القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم المحصن من التحريف، حيث أن الله تعالى تكفل بحفظه من التحريف والتزوير.
10ولا يتدخل في تصريفه للكون والحياة أحد | ثم رواه من حديث نعيم بن أبي هندي ، عن ربعي ، عن حذيفة ، بنحوه |
---|---|
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ 285 ذكر الأحاديث الواردة في فضل هاتين الآيتين الكريمتين نفعنا الله بهما | هذا لا يكون أبدًا، فهذه خطيرة، ويُصدق بها من يُصدق، ويغتر من يغتر، ويريد أن يعرض النصوص على عقله ويقول: أنا غير مقتنع بحكم الربا، أنا غير مقتنع بكون المرأة نصف دية الرجل، أنا غير مقتنع أن المرأة لها نصف الميراث، غير مقتنع، طبعًا هذا إن استطعت أن تُجيبه تحتاج معه إلى مساحة واسعة طويلة أن يكون هناك قاعدة أساس مُنطلق للحوار للنقاش، المشكلة المُنطلق مفقود؛ لأن هذا ليس عنده أساسيات، تتحدث مع إنسان ما عنده شيء، ما عنده خلفية، تُناقش من هنا، ويأتيك من هنا، ويقفز من هنا، ويظهر من هناك، مشكلة، وهذا مُجرب ومُشاهد، فيحتاج إلى أن يتعلم أشياء كثيرة حتى تقف معه على قاعدة على أرضية تكون منطلقًا للحوار، لكن حوار ليس له أرضية يكون عبثًا |
بلا مناقشة وجود الغرائز ودورها الكبير في حياة الانسان لها حصة من هذه الاية حيث يقول الانسان يارب.
28وليس هناك شركاء في العبادة يتجه إليهم الناس | ومن ثم كرمها الله — سبحانه — وهو يجمعها — في حقيقة الإيمان الرفيعة — مع الرسول — صلى الله عليه وسلم وهو تكريم تدرك الجماعة المؤمنة حقيقته; لأنها تدرك حقيقة الرسول الكبيرة; وتعرف أي مرتقى رفعها الله إليه عنده, وهو يجمع بينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة واحدة, في آية واحدة, من كلامه الجليل: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ } |
---|---|
الحقيقة التي تتمثل في كيانه بذاتها من غير كد ولا محاولة; وبلا أداة أو واسطة | وعطف هذه الثلاثة أعني قوله: واعف عنا واغفر لنا وارحمنا على قوله: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا على ما للجميع من السياق والنظم يشعر: بأن المراد من العفو والمغفرة والرحمة ما يتعلق بذنوبهم من جهة الخطإ والنسيان ونحوها |
كذلك أيضًا يؤخذ من هذه الآية: كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فهذه الأشياء المرتبة: كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ، فذكر الإيمان بالله أولاً؛ لأنه الأصل والأساس، ثم ذكر بعد ذلك الإيمان بالملائكة؛ لأنهم الواسطة بين الله -تبارك وتعالى- في الوحي وبين الرسل -عليهم الصلاة والسلام، ثم ذكر الرسل -عليهم الصلاة والسلام- من البشر؛ لأن هؤلاء الملائكة يتنزلون عليهم بالوحي وهم يُبلغون عن الله -تبارك وتعالى، ثم ذكر الإيمان بالكتب، كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فذكر الكتب، هؤلاء الملائكة يأتون بالرسالة الألوكة، فهذه الرسالة هي الكتب، هي ما تضمنته الكتب، يأتون بها للرسل -عليهم الصلاة والسلام- الذين يُبلغون الناس هذه الرسالة فذكره بهذا الترتيب -والله تعالى أعلم.