فقوله هنا: لا تدعنَّ في دُبر كل صلاةٍ يعني: قبل السَّلام I ask Thee for a sound heart and a truthful tongue
يا رب تثمرها، طلعت الثمرة وقوله في هذا الحديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، متى يكون العمل حسناً؟ هذا الذي ينبغي الحرص عليه، ويكون ذلك بثلاثة أمور: الشرط الأول: أن يكون مشروعاً مطابقاً لما جاء عن الله وعن رسول الله، فلا تأتي بعبادة لله من غير ما شرع الله، فيقول لك: أنا ما شرعت هذا، ولما تعبد الله بغير ما شرعه رسول الله يقول: أنا ما جئتك بهذا، إذاً: المبدأ الأول في صلاح العمل وإحسانه: أن يكون مطابقاً لما جاء عن الله وعن رسول الله؛ لأنها عبادة لله، فالله الذي تعبدنا هو الذي بيّن لنا كيف نعبده، وهل ندري ما يرضيه وما لا يرضيه؟ لا نعلم؛ فلما بيّن لنا وشرع لنا وأمرنا ووجهنا يجب أن نلزم ذلك، ومن هنا نعلم: أن كل من تعبد الله بغير ما شرع الله أو بغير ما سن رسول الله فهو خارج عن هذا الباب، ولذا يقول صلى الله عليه وسلم: كل عمل ليس من أمرنا فهو رد ، أي: مردود على صاحبه

موضع دعاء: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

.

شرح اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
موسوعة الكلم الطيب موسوعة علمية تضم عشرات الآلاف من الفوائد والحكم والمواعظ والأقوال المأثورة والأدعية والأذكار والأحاديث النبوية والتأملات القرآنية بالإضافة لمئات المقالات في المواضيع الإيمانية المتنوعة
متى يقال: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»؟
مع أنَّ الحافظ ابن القيم يتبنَّى هذا بقناعةٍ، هذا القول الذي قاله شيخُ الإسلام، وراجعه فيه، يتبنَّاه، ويزيد على ما قاله شيخُ الإسلام مما يُؤكِّد فيه هذا القول، ويُدلل عليه، فهو يذكر أنَّ ذلك يُقال في آخر الصَّلاة قبل السَّلام، قال: هكذا جاء في بعض الرِّوايات
متى يقال: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»؟
ويلحق بذلك ما يلي الصلاة بعد السلام، فإنه يسمى دبراً، لما ثبت في الصحيحين عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" ومعلوم أن هذا يقال بعد السلام، وقد جاء ذلك صريحاً في بعض روايات حديث المغيرة وغيرها فدل ذلك على أنه لا حرج في الدعاء بعد السلام وبعده، الذكر فيما بين العبد وبين ربه، عملاً بالأدلة كلها، والله ولي التوفيق
فيُقال: هذا من أجمع الدُّعاء كثيرٌ من الناس يسأل يقول: علِّمني دُعاءً هو من أفضل الأدعية، أو أجمع الأدعية أدعو به
كما في قصة النفر الثلاثة الذين تساءلوا فيما بينهم: نحن مقصرون، فلنذهب ونسأل أم المؤمنين عن عبادة رسول الله في بيته؟ فسألوها، فقالت: في الليل يقوم وينام، وفي النهار يصوم ويفطر، ويأتي زوجاته، قالوا: هذه حالة عادية، لا، إنه عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأخذوا يتفاوضون، فشخص منهم قال: أنا أتخصص في الصوم، وشخص قال: أقوم فلا أنام، وشخص قال: أنا أعتزل النساء، هذا وأم المؤمنين تسمع، ولما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بما وقع، فغضب وأسرع إلى المسجد يخطب: ما بال أقوام يقولون ويقولون، أما والله! إني لأتقاكم لله، وأخشاكم لله، وإني أصوم وأفطر، وأنام وأقوم، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني لماذا؟ لأنه يعجز، وإذا عجز ترك الجميع، لا إن المنبت لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى

(134) الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام أعني على ذكرك وشكرك وحسن

رواه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: 1- عبدالرحمن بن عسيلة الصنابحي.

9
موضع دعاء: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وإمام دار الهجرة رضي الله تعالى عنه يقول: لن يصلح أمر آخر الأمة إلا ما أصلح أولها ، فما كان عليه السلف الصالح من منهج في العبادة واقتصاد في العمل فهو المبدأ الأساسي
حديث اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
ثم ذكر قاعدةً مُفيدةً لطالب العلم، احفظوها، قال: بأنَّ المقيدَ بالدُّبر: دُبر كذا، دُبر الصَّلاة، المقيَّد بالدُّبر؛ أي: دُبر الصَّلاة، إن كان دعاءً فهو قبل التَّسليم، وإن كان ذكرًا فهو بعد التَّسليم ، هذا دُعاءٌ، أو ذكرٌ؟ هذا دعاءٌ، أعني: دعاء
موضع دعاء: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
هذا الحديث أخرجه أبو داود، وسكت عنه، والنَّسائي ، وقد ذكرنا من قبل أنَّ أبا داود قد صرَّح بأنَّ ما سكت عنه فهو صالح؛ يعني: للاحتجاج عنده، وقال عنه المنذري: إسناده صحيحٌ، أو حسنٌ، أو ما قاربهما، وصححه أيضًا جمعٌ: كالنَّووي ، وابن الملقن، وابن كثير، والحافظ ابن حجر ، والشيخ ناصر الدين الألباني ، رحم الله الجميع