وتتحدث السورة عن عدة مواضيع هي قيام الليل وإخراج الزكاة وتلاوة القرآن وترتيله وفعل الخيرات وعذاب يوم القيامة والاستغفار لله سبحانه وتعالى | { قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا } فإني عبد ليس لي من الأمر ولا من التصرف شيء |
---|---|
ولأن الله يعلم ويفهم ذلك فقد خفف قيام الليل رحمةً ورأفةً بنا | سبب نزل سورة الجن: — لاحظ معشر الجن أنهم لا يستطيعون أن يسمعوا الامور التي تحدث في السماء، حيث سخر الله تعالى الشهب حتى تقذف الجن الذين يحاولون سماع ما في السماء، فأمر بعضهم أن ينتشروا في كل أنحاء الارض حتى يعرفوا ما الذي حدث، فذهب بعضهم فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم في سوق عكاظ يصلى صلاة الفجر مع أصحابه، — فاستمعوا إلى آيات من القرآن الكريم، فعادوا إلى باقي معشر الجن واخبروهم أنهم استمعوا إلى آيات من لم يسمعوا مثلها أبدا، وآمن بعض من الجن بآيات الله تعالى، وعرفوا أن الايمان والتقوى هما السبيل الوحيد حتى يرضى عنهم الله تعالى، وهذا كان اسبب نزول السورة الكريمة |
إضافة إلى أن فترة الليل هي الأصعب للتعبد فالنفس تطلب الراحة في هذا الوقت.
12{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } من الخلق، بل انفرد بعلم الضمائر والأسرار والغيب، { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } أي: فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به، وذلك لأن الرسل ليسوا كغيرهم، فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحدا من الخلق، وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته، من غير أن تتخبطهم الشياطين، ولا يزيدوا فيه أو ينقصوا، ولهذا قال: { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } أي: يحفظونه بأمر الله؛ { لِيَعْلَمَ } بذلك { أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ } بما جعله لهم من الأسباب، { وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ } أي: بما عندهم، وما أسروه وأعلنوه، { وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } وفي هذه السورة فوائد كثيرة: منها: وجود الجن، وأنهم مكلفون مأمورون مكلفون منهيون، مجازون بأعمالهم، كما هو صريح في هذه السورة | { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } أي: لنختبرهم فيه ونمتحنهم ليظهر الصادق من الكاذب |
---|---|
ولما ذكر جملة كثيرة من نعمه التي تشاهد بالأبصار والبصائر، وكان الخطاب للثقلين، الإنس والجن، قررهم تعالى بنعمه، فقال: { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي: فبأي نعم الله الدينية والدنيوية تكذبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة، فما مر بقوله: { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } إلا قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد، فهذا الذي ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه، أن يقر بها ويشكر، ويحمد الله عليها | بل وضح له طريق الخير وطريق الشر |
والخلاصة - إني لن يجيرنى من الله أحد إن لم أبلغ رسالاته | وهو السبب الذي استمرت لأجله قبيلة كريش في تكذيب النبي والإسلام فهم يحبون الدنيا ولا يريدون الحساب للآخرة |
---|---|
بينما هذه الحياة مؤقتة ولن يبقى فيها إلى الأبد وهو ما يدفعنا للعمل لحياتنا الحقيقية في الآخرة | إضافة إلى طعام النار الذي سيخنقهم في الجحيم |
ثم ذكر ما فيها من الأقوات الضرورية، فقال: { فِيهَا فَاكِهَةٌ } وهي جميع الأشجار التي تثمر الثمرات التي يتفكه بها العباد، من العنب والتين والرمان والتفاح، وغير ذلك، { وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ } أي: ذات الوعاء الذي ينفلق عن القنوان التي تخرج شيئا فشيئا حتى تتم، فتكون قوتا يؤكل ويدخر، يتزود منه المقيم والمسافر، وفاكهة لذيذة من أحسن الفواكه.
5