فلعمرى لقد فوّق لكم سهم الوعيد و اغرق لكم بالنّزع الشّديد و رماكم من مكان قريب و قال ربّ بما اغويتنى لازيننّ لهم فى الارض و لاغوينّهم اجمعين | وجملة { إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا } تعليل لجملة { ينزغ بينهم } ، وعلةُ العلة علة |
---|---|
وقال غيره : النزغ الإغراء | إن الشيطان ينزغ بينهم أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغواء |
اللهم آمِنَّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
وذلك أن رجلا من العرب شتمه، وسبه عمر وهمّ بقتله، فكادت تثير فتنة، فأنزل الله فيه: وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ | وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين ، الأئمة المهديين ؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين |
---|---|
وفي الخبر أن قوما جلسوا يذكرون الله ، - عز وجل - فجاء الشيطان ليقطع مجلسهم فمنعته الملائكة فجاء إلى قوم جلسوا قريبا منهم لا يذكرون الله فحرش بينهم فتخاصموا وتواثبوا فقال هؤلاء الذاكرون قوموا بنا نصلح بين إخواننا فقاموا وقطعوا مجلسهم وفرح بذلك الشيطان | وقوله إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنـزغُ بَيْنَهُمْ يقول: إن الشيطان يسوء محاورة بعضهم بعضا ينـزغ بينهم، يقول: يفسد بينهم، يهيج بينهم الشر إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا يقول: إن الشيطان كان لآدم وذرّيته عدوّا، قد أبان لهم عداوته بما أظهر لآدم من الحسد، وغروره إياه حتى أخرجه من الجنة |
وقوله: { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ } أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم.
29