وهذه الخصال لم تقتصر على الأمة المحمدية، بل كانت هي أو معظمها ضمن الشرائع السابقة | إن المتأمل في شريعة الله يستطيع أن يدرك أن الإسلام قد أولى خصال الفطرة كثيرا من العناية والاهتمام، حتى يظهر المسلم بمظهر حسن وهيئة جميلة، كما أراد الله عز وجل له، وخصال الفطرة موضوع وثيق الصلة بحياة الناس، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم، ويتعلق بها مصالح دينية ودنيوية، تدرك بالتتبع، منها تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملة وتفصيلا، والاحتياط للطهارتين، والإحسان إلى المخالط والمقارن بكف ما يتأذى به من رائحة كريهة، وامتثال أمر الشارع، ومن أهم تلك الخصال الختان، والمؤلف — رحمه الله — قد بين تلك الخصلة بيانا شافيا موضحا ما يتصل بها من أحكام وآداب، وقد اشتملت الدراسة على معنى خصال الفطرة ونبذة عن كل منها، وحقيقة الختان وكيفيته، وحكم من ولد مختونا، وحكم ختان الذكر، وحكم ختان الأنثى، وحكم ختان الخنثى المشكل، ثم جاء الحديث عن وقت ختان الصبى، وحكم من بلغ ولم يختن، ثم ختمت الدراسة بحكم من أسلم أو مات ولم يختن |
---|---|
فإن حصلت صعوبة في حلق شعر العانة أو نتف الإبط، فيمكن الاقتصار على القص كما تمكن الاستعانة ببعض مزيلات الشعر التي صارت متوافرة، ولا تترك السنة، قال النووي: يحصل من مجموع هذا استحباب حلق جميع ما على القُبُل والدبر وحولهما، والأحسن في هذه السنة الحلق بالموسى، لأنه أنظف ويحصل بالقص بالمقص، وكذلك يحصل أصل السنة بالنتف واستعمال النورة ونحوها، إذ المقصود حصول النظافة | فهذه الخصال كلها طهارة ونظافة، تقضي بها الفطرة وتستحسنها العقول، كما أن الشرع قد جاء بها وحث عليها |
س: الختان بالنسبة للنساء؟ الشيخ: إذا تيسر الخاتنة تفهم أو الخاتن يفهم فلا بأس سنة، إذا تيسر من يختنها من الرجال والنساء العارفين فهو السنة.
10بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم | الثاني: انتقاص الماء؛ وهو الاستنجاء بالماء لإزالة النجاسة العالقة عند قضاء الحاجة، وهو من جملة آداب قضاء الحاجة، ويكون تنظيف بقايا وآثار هذه النجاسة بالماء أو بالحجارة وما يقوم مقامهما، وأكمل أوجه التنظيف للخارج من السبيلين الجمع بين الاستجمار بالحجارة أو المناديل ونحوها مع الاستنجاء بالماء؛ ثم يلي ذلك الاستنجاء بالماء فقط، ثم يلي ذلك الاستجمار فقط |
---|---|
وكل ما جاء في الشريعة الإسلامية من أمر أو نهي فهو لمصلحة الإنسان، علم ذلك من علمه وجهله من جهله، مع أن من حكمة ذلك النظافة المطلوبة شرعا كما هو ظاهر، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن الحكمة في نتف الإبط أنه محل للرائحة الكريهة، وإنما ينشأ ذلك من الوسخ الذي يجتمع بالعرق فيه فيتلبد ويهيج، فشرع فيه النتف الذي يضعفه فتخف الرائحة به بخلاف الحلق فإنه يقوي الشعر ويهيجه فتكثر الرائحة لذلك |