وهذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل، ومن أجله بعثت الرسل، وأنزلت الكتب، ومن أجله خلق الخلق، وشرعت الشرائع، وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم، فأهلك المعاندين ونجى المؤمنين | ثانيا: توحيد الصفات: كما أن ذات الله عز وجل أبدية وأزلية، فان صفاته كالعلم والقدرة وأمثالها أزلية وأبدية أيضا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذه الصفات ليست زائدة على ذاته، فلا يوجد بها عارض ومعروض، بل هي عين ذاته |
---|---|
فإن الموصوف بهذه الصفات المنفرد بهذه الأفعال ينبغي ألا يعبد سواه، ولا يوحد إلا إياه، سبحانه وبحمده تعالى عما يشركون | المقدم: أحسن الله إليكم وبارك فيكم سماحة الشيخ |
إذًا فما سر كفرهم طالما أنهم يعترفون بذلك؟ سر كفرهم هو جحد الإلوهية؛ فتوحيد الربوبية وحده لا يدخل أحد في دين الإسلام، حتى يعلم أن الله هو الحكم، وأنه لا يجوز أن يصرف شيء من العبادة إلا لله الحويني يزعم أن أهل قريش كانوا يؤمنون بالرب ويشركون بالإله، وهو أمر لم يأتِ علي ذهن قريش ولم يصرح به أحدهم أبدًا، بأدلة قرآنية تنفي توحيد الربوبية عن قريش، بكل ما يتعلق بالربوبية من أمور خاصة بالخلق والبعث والنشور، مثل: «قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ»، و«وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ».
توحيد قريش حاول السلفيون تبرير تقسيم التوحيد بالقول إن كفار قريش كانوا موحدين بالربوبية، ولم يكفروا إلا بالإلوهية، فخرج أبو إسحاق الحويني يقول: لو سألت أبو جهل نفسه: هل من خالق غير الله؟ سوف يقول: لا | لمحاورتنا كتابيا يمكنك التسجيل والكتابة عبر |