ففي كلِّ موردٍ تتزاحَمُ فيه المِلاكات والمصالح والمفاسد تتمُّ المُوازنة بين تلك المِلاكات، فإذا قدَّر الشارعُ أنَّ مفسدة هذا الفعل شديدةٌ وهي أهمُّ ملاكاً من المصلحة المترتِّبة عليه فإنَّه يحكمُ بحرمته، والحكمُ بحرمته وإنْ كان سيُفضي إلى فوات تلك المصلحة إلا أنَّ الرعاية لدرء المفسدة لمَّا كان أهمَّ ملاكاً فإنَّ ذلك اقتضى الإغفال لتلك المصلحة والقبول بفواتِها بعد افتراض عدم الإمكانيَّة للتحفُّظ عليها | |
---|---|
تناول علماء النفس والاجتماع ظاهرة الطلاق بالدراسة والتحليل في محاولة للتوصل إلى أسبابها، وقد جاء على رأسها استهانة الأزواج بهذا القرار باعتباره من الأمور التي أحلتها الشريعة، ولا ينتبهون إلى أن الله قد أحله ولكنه في ذات الوقت قال عنه أبغض الحلال وحتماً هناك حكمة من ذلك | ولمَّا رأى المحدِّثون أنَّ مَن رواه مرسلا أوثق وأكثر ممَّن رواه مسندا متصلا رجحوا الإرسال ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، ونصوا على أن من رواه متصلا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخطأ ووهم |
إتقوا الله في نسائكم وأتقينّ الله في أزواجكنّ وفي أطفالكم وأعلموا أن أبغض الحلال عند الله الطلاق وأن لحظة غضب قد تجعلك نادما مدى الحياة.
7الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فحديث: أبغض الحلال إلى الله الطلاق | |
---|---|
ويُفسَّر الحديث لو قُبل: أنَّ الله -تعالى- أحلَّ عدَّة أمورٍ ومنها ما هو غير مُحبَّبٍ إليه؛ كالبيع وقت النِّداء لصلاة الجمعة، أو الصَّلاة في المنزل للرجال بغير عذرٍ، وغيرها من الأمور؛ ولأنَّ لفظ "أبغض" صيغة تفضيل، فبذلك يكون الطَّلاق أكثر الأمور الحلال غير المحبَّبة لله -تعالى-، وهو من أحبِّ الأُمور للشَّيطان، والزَّواج منظومةٌ أساسها الارتباط وإنشاء أسرةٍ، والطَّلاق ما هو إلَّا تفريقٌ لهذا الارتباط، وبذلك هو مُخالفٌ لمقصود منظومة الزَّواج التي حثَّ عليها الإسلام، ويترتَّب عليه عددٌ من المفاسد | المشاكل الاجتماعية: غالبا ما تحرم النساء المطلقات من الحصول على الزوج المؤهل والكفوء مرة أخرى، كما قد يواجه الرجال نفس المسألة حينما يبدأون يفكرون بالزواج مرة أخرى، وقد يضطر هؤلاء إلى الزواج رغم عدم قناعاتهم، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان السعادة والراحة إلى الأبد |
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.