وعودة إلى مقولة الداعية، يتضح أن الآية الكريمة لم تثبت العدّ، كما توهّم، بل تثبت إرادة العدّ، كما أن العدّ والإحصاء بمعنى واحد في اللّغة | |
---|---|
ثم من أعظم نعم علينا أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي آتاه ربه الكتاب وهو القرآن العظيم والحكمة وهي السنة النبوية قال ربنا سبحانه وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ البقرة : 231 | ؟ لأنه ببساطة فاقد للبصر صاحب بصيرة |
عندما نرى أن ربنا تبارك و تعالى يديم علينا نعمه رغم تقصيرنا و عصياننا نحس بلطفه سبحانه و رحمته بنا فنحس بقربنا منه أكثر و حبنا له و بالتالي طاعته سبحانه.
22قال الحكيم: أتبيع سمعك بمئة ألف؟قال: لا | |
---|---|
أما هذا الكون الفسيح فيه من النعم ما هو أعظم وأجل مما ذكرنا، فالله سخر لنا الليل لنسكن فيه والنهار لنبتغي فيه معاشنا وسخر لنا الشمس والقمر والنجوم لنهتدي بهي طريقنا قال تعالى وسخر لكم الليل والنهار والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لأيات لقوم يعقلون ، وبسط لنا الأرض ويسر لنا زراعتها وأخرج لنا منها قوتنا من كل الثمرات وأنزل من السماء ماء وفجر لنا من الجبال أنهرا قال تعالى الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ، وسخر لنا الأنعام لتقلنا لوجهاتنا قال تعالى والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون | الخطبة الأولى: الحمد لله، الحمد لله الذي خلَق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، أحمدُه -سبحانه- وأشكره على نِعَمِه التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، العليُّ الأعلى، وأشهد أنَّ سيِّدَنا ونبِيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي لا ينطق عن الهوى، إِنْ هو إلا وحيٌ يُوحَى، صلى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه، السائرينَ على دربِ الفَلَاح والهدى |
في الحقيقة أتألم كثيرا لحال هؤلاء الدين شغلتهم أمور الدنيا عن الله عز و جل و كنت أتساءل دوما لم هدا البعد عن الله؟ لمادا هده القلوب القاسية المتحجرة التي لا تلين لصوت المؤدن و هو ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح؟ وأدركت السبب وراء دلك و لعله يكون من أهم الأسباب ألا و هو عدم استشعار نعم الله تعالى.
24القمر والشمس من النعم التي يستفيد منها الإنسان في الاهتداء والحصول على الدفء، كما أنّه عز وجل جعل لكلّ منهما مساراً للحركة لا يمكن أن يسبق أحدهما الآخر، وجعل نتيجةً لهذه الحركة تعاقب الليل والنهار، فالنهار للعمل والبحث عن الرزق، والليل للنوم والراحة | وأنت صاحب بصر فاقد البصيرةراجع نفسك أخي قبل فوات الأوان فإن الموت سهم لا يخطئ الهدف |
---|---|
والذي يجب علينا نحن المسلمون هو شكر الله سبحانه وتعالى والرجوع اليه وشكره في كل الأحوال على هذه النعم العظيمة التي لا يعرف قيمتها إلا من فقدها، فهو يعيش في ظلام دائم ولا يفعل أي شيئ إلا بمساعدة الناس حتى أبسط الأشياء لا يقدر عليها، وأنت أيها المسلم تذكر جيدا من حرمه الله من نعمة البصر فهو لا يرى في هذه الدنيا شيئا سوى السواد ويتمنى لو يرجع اليه البصر ولو لدقيقة واحدة ليشاهد الدنيا ويمتع بصره بهذا الكون الجميل البهي، ويشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة تذكر أخي من حرم من مشاهدة الفضائيات والجلوس على الإنترنيت وقيادة السيارات ومشاهدة مباريات كرة القدم كما تفعل أنت |
وبعد أن كدت أيأس، خطر في بالي أن أراجع خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، فوجدته يذكر بالنص ما دار بذهني عند قراءة الآية الكريمة، ولم أكن قد سمعته من أحد قبله أو اطلعت عليه مكتوباً، فحمدت الله تعالى على هذا الالهام وحسن الفهم لكتابه العزيز، وعجبت كيف غاب معنى قريب مثل هذا عن مثل هذا الداعية المعروف.
13