وأما فعل المأمورات: فليعلم أنه إذا حافظ على الواجبات ولم يخل بها، فهذا يكفيه، كما في الأحاديث السابقة مستفيدا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل اقترح أعمالا تنبغي المداومة على فعلها سواء في المجال الديني أو في مجال الحياة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: ففى البداية نهنئك على حرصك على قيام الليل, وتلاوة القرآن, ففى ذلك خير كثير, ونسأل الله تعالى أن يوفقك لطاعته, ويرزقك الاستقامة على ذلك فلذا يسوس نفسه بتعويدها على النوافل شيئا فشيئا، فيصبر على نافلة زمنا، حتى إذا اعتادت نفسه وألفتها، أضاف إليها نافلة أخرى، وهكذا يتدرج معها؛ لأن العمل القليل الذي يدوم عليه المسلم أفضل من الكثير الذي لا يداوم عليه

علل لم كان العمل القليل الدائم افضل من الكثير المنقطع

ولا ريب أن دفع مبادئ هذا الداء أوّلا أسهل بكثير من طلب الدواء " انتهى من " التبيان في أيمان القرآن " ص 635.

17
كان العمل القليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع لأن
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " وفي الحديث إشعار بقلة من يُدعى من تلك الأبواب كلها
العمل القليل الدائم افضل من الكثير المنقطع لان
فعن أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ ، فَحَامِلُ المِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً رواه البخاري 5534 ، ومسلم 2628
استنتج مايلي لم كان العمل القليل الدائم افضل من الكثير المنقطع
وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ " رواه البخاري 43 ، ومسلم 785
وفي لفظ لمسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ٣ — عندما تُعطي صدقة لأحد فمن الأفضل أن تقوم بإعطائة كل شهر مبلغ قليل يُدبر به معيشتة ويساعدة في الحياة ، أفضل من أن تُعطية مبلغ كبير وبعد ذلك تنساة ، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع
وإذا بقيت على هذا الحال فأنت على خير إن شاء الله, وإن زدت من تلاوة القرآن ومن القيام ـ بحسب ما تستطيع مما لا يؤدى بك إلى الفتورـ فهذا ـ لا شك ـ أفضل وأكثر ثوابا وأعظم أجرا, وقد جاء في شرح سنن ابن ماجه: قد اختلفت عادات السلف في مدة الختم، فمنهم من كان يختم في كل شهرين ختمة، وآخرون في كل شهر، وفي كل عشر، وفي أسبوع إلى أربع، وكثيرون في ثلاث، وكثيرون في يوم وليلة، وجماعة ثلاث ختمات في يوم وليلة، وختم بعض ثماني ختمات في يوم وليلة، والمختار أنه يكره التأخير في الختمة أكثر من أربعين يوما وكذا، التعجيل من ثلاثة أيام، والأولى أن يختم في الأسبوع، والحق أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص قال الرسول صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل أخرجه البخاري في صحيحة

علل لم كان العمل القليل الدائم افضل من الكثير المنقطع

وعلى المسلم في كل هذا أن يلزم قلبه التوكل على الله تعالى والاستعانة به، ودعاءه سبحانه وتعالى بحضور قلب وتضرع إليه بأن يوفقه للخير والهدى.

كان العمل القليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع لأن
فإن عالجها وإلا صارت: عزيمة
كان العمل القليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع لأن
فعلى الباحث عن النجاة من المعاصي، أن يهجر كل صاحب سوء أو فارغ لا يشتغل بالمهمات وإن كانوا كما يقال: خفيفي الظل ومضحكين؛ لأن هؤلاء سم قاتل، يسحبون من يصاحبهم إلى باطلهم، ويعطلونه عن صحبة الصالحين ومنافستهم في الخيرات
العمل القليل الدائم افضل من الكثير المنقطع لان
انتهى فعلى القول الأول: تكون داخلا في الآية الكريمة إن شاء الله؛ لأن المراد منها ـ على ذلك القول ـ أنهم لم يتركوا أو قلما يتركون ليلة من دون قيام، ونرجو أن تكون داخلا فيها أيضا على القول الثاني ففضل الله واسع