واليوم، يغادر عباس، وهو آخر أبناء علوي، والذي واصل مجالس والده وأخيه في «قراءة السيرة» إلى جانب إجادته للإنشاد الديني بمقاماته المختلفة، وكان لديه لقاء أسبوعي بعد مغرب يوم الجمعة في منزله للتواصل مع أبناء مكة المكرمة وتلاوة السيرة لهم | |
---|---|
حياته العملية خرج بعدها إلى الحياة العملية بدءًا بموظف في الهلال الأحمر السعودي بريع الرسام، ثم موظفاً برابطة العالم الإسلامي بقصر البياضية بالمعابدة في عهد رئيسها الشيخ محمد سرور الصبان |
وكي لا يظن السامع أني أبالغُ في نعوت السيد رحمه الله ، فسأجعل همي في هذه الكلمة الكشف عن حقيقة هذه النعوت والتدليل عليها: - إن مكانة السيد عباس رحمه الله وعلوّ كعبه تتبدى في رحلة كفاحه والتي استمرت منذ ولادته حتى الوفاة، هذه المكانة منحها الله تعالى للسيد نتيجة لأخذه بالأسباب ، والتي جعلت منه قارئًا مميزًا ، و منشدًا للسيرة النبوية الشريفة المباركة يفوق الأقران، بل ويتجاوز الزمان والمكان ، فأسس مجلسًا في داره واختار لمجلسه الزمان والمكان ، أما الزمان فيوم الجمعة الأزهر الذي خصه الشارع بمزيد مزية ، فقال خير البرية صلى الله وسلم وبارك عليه وصحبه والذرية ، فيما رواه الإمام البيهقي في شعب الإيمان ، عن سيدنا عبدالله بن سيدنا العباس رضي الله عنهما ، أكثروا من الصلاة على نبيكم في الليلة الغراء واليوم الأزهر ، يعني ليلة الجمعة ويوم الجمعة ، وأما المكان فبلد الله الحرام ، ومولد ومبعث خير الأنام صلى الله عليه و آله وصحبه مادام الليل والنهار ، يشنف فيه الأسماع ، بصوته الشجي ، الذي بلغ الأصقاع ، ويبث فيه ما تصفحه من زواهر أسدافها ، وجواهر أصدافها ، مع ما تميزه روحه الشريفه الطيبة المباركة والتي مزج فيها بين الملحة والظرف ، والفكاهة والجراءة واللطف ؛ ليصدح في نهاية المطاف بمدح الله جل جلاله وعظم شأنه ومدح حبيبه المصطفى ونبيه المجتبى صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم، وصحبه الكرام عليهم من ربهم الرحمة والرضوان، مظهرًا نفائس المدائح في أنواع من البراعة مغشأة، وأزاهر بيان يغدو لها صاحب غايات، ويروح المستمع لها صاحب آيات.
داعية التسامح في زمن كثر فيه التقاتل على الدنيا وصارت المادية تحكم مجتمعه وتسوس قادته، وتتحكم فيه، قلما نجد من يسمو فوق ذلك كله، فيحرر نفسه من ربقة الماديات، ويطلق العنان لروحه في سماء النقاء، فيكون كالنسمة بل كالنحلة، هكذا كان السيد محمد رحمه الله فلم يكن يسمح أن تقع مشكلة بينه وبين أحد من الناس فضلا عن المسلمين، ثم هو يسمو فوق ذلك فلا يرضى بتكدير الخواطر فمن أعظم أخلاقه التي تنبئ عن طهارة السريرة أنه كان إذا أغضب أحدا -وكان لا يفعل ذلك إلا بالحق- ولو كان المغضب من تلاميذه، فإنه لا يبيت ليلته حتى يتصل به ويسترضيه ويطيب خاطره | وظائفه : 1- مدرساً بالمسجد الحرام |
---|---|
والشيخ المعمر فوق المائة ضياء الدين أحمد بن الشيخ عبد العظيم القادري المدني، والشيخ عبد الغفور بن شاه سيد العباسي المدني النقشبندي، والشيخ ابراهيم النوري، والشيخ سالم شفي، والشيخ محمد نور سيف المالكي المكي، الشيخ السيد إسحق عزوز، والشيخ السيد أمين الكتبي المكي، والشيخ عبد الله بن سعيد اللحجي، المتوفى سنة 1410هـ | مؤلفاته: «العقد المنظم في أقسام الوحي المعظم» «المنهل اللطيف في أحكام الحديث الضعيف» «الإبانة في أحكام الكهانة» «رسالة في إبطال نسبة القول بوحدة الوجود لأئمة التصوف» «رسالة في الإلهام» «رسالة في أحكام التصوير» «إبانة الأحكام شرح بلوغ المرام» «نيل المرام شرح عمدة الأحكام» «من نفحات رمضان» حاشية «فيض الخبير شرح منظومة أصول التفسير» «فتح القريب المجيب على تهذيب الترغيب والترهيب» «نفحات الإسلام من محاضرات البلد الحرام» مجموع فتاواه ورسائله ديوان شعر مخطوط وفاته: انتقل إلى رحمة الله في منتصف ليلة الأربعاء 25 من شهر صفر سنة 1391 هـ بمكة المكرمة، ودفن عصر يوم الأربعاء بمقبرة المعلاة، أضف تعليقا: الاسم: التعليق: أدخل الرموز التالية: إضافة التعليق |