دراسة تاريخ الفقه تورث العلم بطرائق الفقهاء في تعلمهم وتعليمهم وتأدبهم وتأديبهم | والذي يعنينا هنا أنه لا ينبغي الاشتغال كثيراً بالهاجس الاستشراقي أثناء دراسة الفقه، بمعنى أن يكون استحضار الدراسات الاستشراقية وسؤالاتها بوصلة توجه مسار الدراسة في هذا العلم؛ لأن ذلك مسار مختلف في خلفياته وأدواته والخلاف فيه ممتد الجذور إلى مصادر المعرفة ذاتها، ومن ثم فلا ينبغي أن يكون أسلوب التعليم والتأليف والبحث في المجال الإسلامي هو ذات الأسلوب في الجدل الاستشراقي ونقاش أطروحات المستشرقين، ولا يعني ذلك بحال اطراح هذه الردود والمناقشات وترك الاستفادة منها في تاريخ الفقه، بل يستفاد منها في الجانب البنائي لا في سجال الرد والنقاش؛ فإن الناقد بصير وربما نبَّه دارسي تاريخ الفقه إلى موضوعات لم تلق القدر الكافي من العناية، فيكون أولئك سبباً في تحريرها من زاوية الكشف عن حقيقة الأمر وسياقه وإن لم يكن في مسار الرد بالضرورة |
---|---|
ثامناً : كتب التراجم والطبقات | مثال ذلك : ما رواه أبو داود عن أبي سعيد الخُدريِّ، قال: خرجَ رجلانِ في سفَرٍ، فحَضَرَتِ الصَّلاةُ وليسَ معهما ماءٌ، فتَيَمَّما صَعيداً طيباً، فصَلَّيا، ثمَّ وَجَدا الماءَ في الوقتِ، فأعادَ أحدهما الصَّلاةَ والوضوءَ، ولم يُعِدِ الآخَرُ، ثمَّ أتيا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يُعِدْ: "أصَبتَ السُّنَّةَ وأجزَتْكَ صَلاتُكَ" وقال للذي توضَّأ وأعادَ: "لكَ الأجرُ مَرَّتين" |
وظهر في هذه الفترة الزمنية تدوين الفقه فألف الإمام مالك كتابه الموطأ فكان أول كتاب جمع الحديث على أبواب الفقه ، وكذلك كتاب الرسالة في أصول الفقه للشافعي وبعض الرسائل الأخرى التي ألفها ثم جمعت في كتاب الأم، وكتاب الخراج للقاضي أبي يوسف الحنفي وكتب محمد بن الحسن الحنفي في المذهب وغيرها خامسا: عصر الجمود والتقليد وهو الذي يمتد من منتصف القرن الخامس وينتهي بسقوط بغداد عام 656 هـ تقريبا حيث رأى أهل هذا العصر أن المذاهب قد استقرت وأن أصولها كافية لتطبيق الشرع، حتى أصبحت الشريعة منحصرة في نصوص الفقهاء وأقوالهم، ووقع التعصب المذهبي المقيت.
3المهارات التي يحتويها الكتاب : مهارة كتابة خطة البحث | وقد تأتي الأحكام مفصلة كأحكام المواريث والأسرة من زواج وطلاق |
---|---|
الأهداف: تحقيق الكتاب تحقيقًا علميًا يُخدم فيه كلام المؤلف | روى الدارمي عن مَيْمُون بْن مِهْرَانَ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ الْخَصْمُ نَظَرَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ وَجَدَ فِيهِ مَا يَقْضِي بَيْنَهُمْ، قَضَى بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَابِ، وَعَلِمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ سُنَّةً، قَضَى بِهِ، فَإِنْ أَعْيَاهُ، خَرَجَ فَسَأَلَ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ: «أَتَانِي كَذَا وَكَذَا، فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي ذَلِكَ بِقَضَاءٍ؟» فَرُبَّمَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّفَرُ كُلُّهُمْ يَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ قَضَاءً |