بينما الرسول يدعوهم إلى ما دعاهم إليه عن تثبت ورؤية ويقين | ومن المسلّم به أنّ مثل هذا الثواب العظيم هو لاُولئك الذين يتّخذون تلاوة هذه السورة وسيلة للتفكير، ثمّ العمل، وأن يطبّقوا تعليمات هذه السورة على أنفسهم في حياتهم |
---|---|
وضحّ الله أنّ الإيمان لا بدّ فيه من الإيمان بالله، والإيمان بالملك الموكّل بالوحي، والإيمان بالرسول المبلّغ لما أنزل | ثم يعم العبق جو السورة كله، ويترك آثاره في مقاطعها التالية، حتى تختم بإيقاع موح شديد الإيحاء، مؤثر عميق التأثير |
والمقطع الرابع والأخير يستعرض أصول العقيدة - كما هي منذ أقدم الرسالات - من فردية التبعية، ودقة الحساب، وعدالة الجزاء.
7بيّن الله صدق نبوّة محمدٍ عليه الصلاة والسلام، والطريقة التي كان ينزل الوحي بها | لكن مما وردَ أيضًا فيها أنَّها كانت سببًا لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- بالتخفيف على الناس أثناء الصلاة وأن لا يطيل عليهم بقراءة سور طويلة من القرآن الكريم، حيثُ وردَ في الحديث الصحيح عن بريدة بن الحصيب الأسلمي: "أنَّ معاذَ بنَ جبلٍ صلَّى بأصحابِه العشاءَ ، فقرَأ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ قال : فترَك رجلٌ صلاتَه ، قال : فقال له معاذٌ قولًا شديدًا ، فذهَب الرجلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : إني كنتُ أَسقي نخلًا لي ، وخَشيتُ عليه الماءَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا معاذُ ، ما يَكفيكَ أن تَقرَأَ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ، وأشباهَها منَ السوَرِ"، بالإضافة إلى المواضيع العظيمة التي تتحدث عنها السورة والتوجيهات التي تحملها إلى المسلمين، والله تعالى أعلم |
---|---|
واعتمادهم في هذا كله على الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً | أسباب النزول 33 - 41 قول الله تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وما بعدها |
سبب نزول سورة الطارق جاء في سبب نزول سورة الطارق أنّها نزلت في أبي طالب حينما جاء إلى -عليه الصلاة والسلام- فآتاه خبزاً ولبناً وبينما كان أبو طالب يأكل وإذا بنجمٍ ينحط من السماء ويمتلئ ماءً ثمّ ناراً، ففزع أبو طالب من هول المنظر الذي رآه لذلك النجم، فسأل: ما هذا الشيء؟ أو أي شيءٍ هذا؟ فأجابه: - عليه الصلاة والسلام- أن هذا نجم قد رمي به، وأنّ هذا النجم آية من آيات الله تعالى، فتعجب أبو طالب لهول ما رأى، فأنزل الله تعالى سورة الطارق موضوعات سورة الطارق تطرقت سورة الطارق إلى عدة موضوعات تتعلق بالعقيدة الإسلامية، وتسوق الأدلة على عظمة الله وقدرته، حيث تتجلى قدرة الله بأنه هو الذي خلق الكون من عدم وهو قادرٌ على إعادتهم للحياة من جديدٍ بعد موتهم، ومن الموضوعات في سورة الطارق حقيقة أن على الإنسان حرّاسٌ من الملائكة يحفظونه، ومن الموضوعات الهامّة في السورة الحديث عن حال الإنسان في الآخرة وضعفه وأنّه لا يجد من ينصره في ذلك اليوم العظيم، كما تتطرق السورة للقرآن الكريم وحقيقته وأنه من عند الله تعالى وأنه جدٌ لا هزل فيه، ثم تنتهي السورة بموضوع التهديد والوعيد للكفار.
11