والثاني : ما لا يطاق للاشتغال بضده كاشتغال الكافر بالكفر فإنه هو الذي صده عن الإيمان وكالقاعد في حال قعوده، فإن اشتغاله بالقعود يمنعه أن يكون قائما والإرادة الجازمة لأحد الضدين تنافي إرادة الضد الآخر وتكليف الكافر الإيمان من هذا الباب ومثل هذا ليس بقبيح عقلا عند أحد من العقلاء بل العقلاء متفقون على أمر الإنسان ونهيه بما لا يقدر عليه حال الأمر والنهي لاشتغاله بضده إذا أمكن أن يترك ذلك الضد ويفعل الضد المأمور به | وعند أبي الحسن الأشعري أن تكليف ما لا يطاق جائز عقلاً ، ثم تردد أصحابه أنه : هل ورد به الشرع أم لا ؟ واحتج من قال بوروده بأمر أبي لهب بالإيمان ، فإنه تعالى أخبر بأنه لا يؤمن ، وانه سيصلى ناراً ذات لهب ، فكان مأموراً بأن يؤمن بأنه لا يؤمن |
---|---|
وكذا لا يلزم دعاء المؤمنين في قوله تعالى : ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، لأن تحميل ما لا يطاق ليس تكليفاً ، بل يجوز أن يحمله جبلاً لا يطيقه فيموت | وهذه لغة العرب وسائر الأمم ، فمن يبغض غيره يقال : إنه لا يستطيع الإحسان إليه ، ومن يحبه يقال : إنه لا يستطيع عقوبته ، لشدة محبته له ، لا لعجزه عن عقوبته ، فيقال ذلك للمبالغة ، كما تقول : لأضربنه حتى يموت ، والمراد الضرب الشديد |
نرحب بكل الطلاب والطالبات المجتهدين في دراستهم ونحن من موقع المتقدم يسرنا أن نقدم لكم إجابات العديد من أسئلة المناهج التعليمية ونقدم لكم في هاذة المقالة حل سؤال : حكم تكليف النفس بما لا تطيق من العباده ؟ الإجابة هي : لقد عرف الإمام ابن تيمية العبادة على أنها اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة وقد خلقنا الله تعالى وهو العليم بقدراتنا لذا فما فرضه علينا من عبادات يمكننا تحمله والمداومة عليه لقوله تعالى لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها | بهذا نكون قد تعرفنا على حكم تكليف النفس مالا تطيق من العبادة مستندين في ذلك على ما ورد في آيات القرآن الكريم، نرجو أن نكون قد استطعنا من خلال مقالنا اليوم أن نحقق الإفادة المرجوة وفي الختام نشكركم على حسن متابعتكم لنا وندعوكم لقراءة المزيد من الموسوعة العربية الشاملة |
---|---|
حكم تكليف النفس بما لا تطيق من العباده حل سؤال ملف قنوات geant rs8 mini hd plus 2020 ملف قنوات geant rs8 mini hd plus 2020 ، ورد هاذا السؤال في الكتاب المدرسي ويبحث الكثير من الطلاب والطالبات عن إجابة هاذا السؤال | الاصل في عبادة الله وطاعته أن تكون نابعة من رغبة وحب وإقبال على الله وليس بالقهر والغصب خاصة في جانب التطوع، ثم إن إجبار النفس على التطوع بالنذر يدخل في إطار تكليف النفس فوق ما تستطيع وهو مخالف للمنهج القرآني، قال تعالى: لا يكلف الله نفساً إلا وسعها |
وَهُوَ تَفْسِيرُ "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"، نَقُولُ: لَا حِيلَةَ لِأَحَدٍ، وَلَا تَحَوُّلَ لِأَحَدٍ، وَلَا حَرَكَةَ لِأَحَدٍ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِلَّا بِمَعُونَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ لِأَحَدٍ عَلَى إِقَامَةِ طَاعَةِ اللَّهِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا إِلَّا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَجْرِي بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعِلْمِهِ وقضائه وقدره.
27