و الأملُ يا طيب مجلسنا | |
---|---|
وحبـل الـــود متصل وأنت تشدو فيشدو القلب في طرب شدواً تقطّر منه الشهد | يا موقد النار في قلبي لها شعلُ تأتي |
يا مَوقِدَ النارِ يُذكيها وَيُخمِدُها قَرُّ الشِتاءِ بِأَرياحٍ وَأَمطارِ قُم فَاِصطَلِ النارَ مِن قَلبي مُضَرَمَةً فَالشَوقُ يُضرِمُها يا مَوقِدَ النارِ وَيا أَخا الذَودِ قَد طالَ الظَماءُ بِها لَم تَدرِ ما الرِيُّ مِن جَدبٍ وَإِقتارِ رُدَّ المَطِيَّ عَلى عَيني وَمَحجِرَها تَروِ المَطِيَّ بِدَمعٍ مُسبَلٍ جاري يا مُزمِعَ البَينِ ـ البَيْنُ: يكونُ فُرْقَةً ووَصْلاً، واسْماً، وظَرْفاً مُتَمَكِّناً، والبُعْدُ، إِن جَدَّ الرَحيلُ فَلا كانَ الرَحيلُ فَإِنّي غَيرُ صَبّارِ.
9يا مُوقِدَ النارِ بِالهِندِيِّ وَالغارِ هَيَّجتَ لي حَزَناً يا مُوقِدَ النارِ بَينَ الرُصافَةِ وَالمَيدانِ أَرقُبُها شُبَّت لِغانِيَةٍ بَيضاءَ مِعطارِ هاجَت لِيَ الرِيحُ مِنها نَفخَ رائِحَةٍ أَحيَت عِظامي وَهاجَت طولَ تِذكاري يا فَوزُ أَنتِ الَّتي جَشَّمتِني رَقَصاً يَبري المَهاري بِتَرحالٍ وَتَسيارِ غِبتُم وَغِبنا فَلَمّا كانَ أَوبُكُمُ أُبنا فَنَحنُ وَأَنتُم رَهنُ أَسفارِ وَما أَرى اِثنَينِ حَالَ الناسُ بَينَهُما مِثلي وَمِثلَكِ في جَهدٍ وَإِضرارِ تَشكو الفِرَاقَ وَيَشكوهُ وَما اِجتَمَعا يَوماً وَلا اِفتَرَقا إِلاّ بِمِقدارِ وَما يُرى في وِصالِ اِثنَينِ قَد شُغِفا ما لَم يَميلا إِلى الفَحشاءِ مِن عارِ إِذا تَعَمَّدتُكُم جاوَزتُ بابَكُمُ كَي لا تَكونُوا لإِقبالي وَإِدباري أُخَبِّرُ الناسَ أَنّي قَد سَلَوتُكُمُ وَاللَهُ يَعلَمُ ما مَكنونُ إِضمارِ ما تَطعَمُ النَومَ عَيني مِن تَذَكُّرِكُم فَما أَنامُ إِذا ما نامَ سُمّاري أَخلُو إِذا هَجَعَ النُوّامُ كُلُهُمُ فَما أُسامِرُ إِلاّ عامِرَ الدارِ لِكُلِّ جَفنٍ عَلى خَدّي عَلى حِدَةٍ طَريقَةٌ دَمعُها مُستَوكِفٌ جارِ أَستَمطِرُ العَينَ لا تَفنى مَدامِعُها كَأَنَّ يَنبوعَ بَحرٍ بَينَ أَشفاري لَيتَ المُهَذَّبَ عَبدَاللَهُ خالِصَتي وَمَن لَدَيهِ مِنَ الإِخوانِ حُضّاري مِنهُم حُمَيدٌ وَداودٌ وَصاحِبُهُ وَالأَخنَسِيُّ وَبِشرٌ وَاِبنُ سَيّارِ قَومٌ هُمُ خَندَقُوا لي في قُلوبِهِمُ عَلى الحُصونِ فَأَخلَوهَا لِأَسراري مَن كانَ لَم يَرَ مَشغوفاً بَراهُ هَوىً فَليَأتِني يَرَ نِضواً عَظمُهُ عارِ يَنسَلُّ عَنّي قَمِيصي مِن ضَنى جَسَدي وَلَو شَدَدتُ عَلى الجِلبابِ أَزراري ما يَنقَضي عَجَبي مِن جَهلِ حاسِدَةٍ كانَت بِذي الأَثلِ مِن خِدني وَأَنصاري سَمَّت وَليدَتَها فَوزاً مُغايَظَةً عَذَرتُ لَو لَطَمَتني ذاتُ إِسوارِ وَما يَزالُ نِساءٌ مِن قَرابَتِها مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يَهتِكَنَ أَستاري وَقَد صَبَرتُ عَلى قَومٍ مُنيتُ بِهم وَما تَكَلَّمتُ إِلّا بَعدَ إِعذارِ أَنا وَعَمُّكِ مِثلُ المُهرِ يَمنَعُهُ مِن قوتِهِ مَربِضُ المُستَأسِدِ الضاري لَو كُنتَ يا عَمَّها حَرّانَ سَرَّكَ أَن تَحيا بِإِظماءِ إيرادٍ وَإِصدارِ فَما أَخو سَفَرٍ في البيد مُرتَهَنٍ قَد كانَ في رُفَقٍ شَتّى لِأَمصارِ أَخطا الطَريقَ وَأَفنى الزادَ وَاِنقَطَعَت عَنهُ المَناهِلُ في تَيهاءِ مِقفارِ يَدعو بِصَوتِ شَجِيٍّ لا أَنيسَ لَهُ قَد غابَ عَنهُ أَنيسُ الأَهلِ وَالجارِ لَو جُرِّعَ الماءَ لَاِستَطفَاهُ مَوقِعُهُ مِنَ الحَشى مِن لَظىً فيهِ وَتَسعارِ حَتّى أَتى الماءَ بَعدَ اليَأسِ تُحرِزُهُ رَبداءُ مَكسُوَّةٌ أَطواقَ أَحجارِ لَمّا تَبَيَّنَ أَن لا دَلوَ حاضِرَةٌ وَلا رِشاءٌ وَلا عَهدٌ لِآثارِ دَلّى عِمامَتَهُ حَتّى إِذا اِنقَشَعَت غَمامَةٌ الماءِ عَن عَذبٍ وَمَوّارِ أَهوى يُقَلِّبُها في الماءِ مُغتَبِطاً يَكُرُّها فيهِ طَوراً بَعدَ أَطوارِ حَتّى إِذا هُوَ رَوّاها وَأَخرَجَها وَقالَ قَد نِلتُ يُسراً بَعدَ إِعسارِ وَجَرَّها صَوَّبَت في البِئرِ راجِعَةً وَاِستَقبَلَت نَفسُهُ الدُنيا بِإِكشارِ يَوماً بِأَجهَدَ مِنّي حينَ تَمنَعُني لِغَيرِ جُرمٍ لُباناتي وَأَوطاري | لم يستفق في خدي الخجلُ لولاك في لم يرتعش في خاطري أملٌ فأنت دنياي |
---|---|