حاجة العباد للتوبة من الأمور المهمة في الدين الإسلامي، وهي واجبة على كل مسلم إذا ارتكب معصية أو ذنباً، ولا فرق فيها بين الكبير أو الصغير، وبين الجاهل أو العالم، وبين الرجال أو النساء؛ فكلّ من وقع في المعصية يلجئ إلى الله -سبحانه وتعالى- ليجدّد إيمانه ويتوب من معصيته، والعبد بطبعه يكثر من الخطأ ويقترف الذنوب بقصد أو من غير قصد؛ فمن فضل الله -تعالى- ورحمته أن فتح لعباده باب التوبة؛ لحاجتهم الملحّة لها، حتى يُطهّروا قلوبهم من آثار الذنوب والمعاصي | وأنا منذ سنة وإلى الآن مبتلى بحسابه |
---|---|
هناك رجل مسلم من إيران يعيش هنا في الهند وأهله يعيشون في إيران فأراد أن يرسل إليهم عشر روبيّات عملة الهند مع أحد المسافرين إلى إيران، فأعطاه العشرة وقال له: خذ منها روبيّتين، واعطِ أهلي ثمانياً، فتعجّب المسافر من ذلك، ورفض في البداية، ولكنّه قَبِل عند إصرار صاحبه، ثمّ قال له الرجل: خذ لك أربعاً وأعطِ أهلي سِتَّ روبيّات، فازداد تعجُّب المسافر الذي رفض بدايةً ثمّ قَبِل نتيجة الإصرار | رابعا: ثمرات الندم وأما ثمرات الندم فأربعة: أولها: دوام تألم وتحسر القلب بالذنب |
ـ إتلاف مال الآخرين أو إحلال عيب فيه كأن يكسر زجاجاً ليس له، أو يصطدم بسيّارة آخر فيُعيبَها | وبهذا يتبين منزلة الندم من توبة العبد، وأنها أصل الرجوع إلى رب العالمين، وترك إغواء الشياطين |
---|---|
التوبة فيها رقابة ذاتية تعلمنا التصحيح وتعلمنا التوخي والحذر في قابل الأيام، وهي من الصفات المحبوبة؛ فلنجلعها ركنًا من أركان الحب | خامسا: ثمرات العزم على عدم العودة إلى الذنب وثمرات هذا العزم على عدم العود إلى الذنب أربعة: أولها: سد باب الذنب: وذلك باجتناب كل صحبة، أو آلة تؤدي بك إلى معصية الله تعالى |
وفي حديث آخر للإمام زين العابدين عليه السلام نقله عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يصوِّر أثرَ ظُلمِ الآخرين بشكل يُروِّع القلبَ أشدَّ رَوْعٍ ألا وهو: "إذا كان يومُ القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حُفَرِهم غُرْلاً مُهْلاً جُرْداً مُرْداً 11 في صعيد واحد تسوقُهم النار، وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر، فيركب بعضهم بعضاً ويزدحمون دونها، فيُمنَعون من المُضِيّ، فتشتدُّ أنفاسُهم ويكثر عرَقُهم وتضيقُ بهم أُمورُهم، ويشتدُّ ضجيجُهم وترتفعُ أصواتُهم.
الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيَّعتها فتؤدّيَ حقَّها | ظلم الإنسان لنفسه أما النوع الثاني من ال ظلم فهو قيام الإنسان بظلم نفسه وذلك يكون عند قيامه بالإسراف في الذنوب والمعاصي والابتعاد عن تنفيذ أوامر الله عز وجل وفعل كل ما نهانا الله عنه |
---|---|
والثالث: أن تؤدّيَ إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه ليس عليك تَبِعة | فيقتصُّ الله للعبادِ بعضِهم من بعض حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة، ثمّ يبعثهم إلى الحساب |
عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ رواه البخاري 6941 ، ومسلم 43.
17