إذاً نستخلص من كلام العلماء في مسألة كفر الإعراض: أنَّ الإعراض الناقض للإسلام، هو أن يُعرض الإنسان حتى عن مسألة | وهذا الدين له أركان وعمد يقوم عليها كأركان الإيمان الستة، وهذه الأركان قد يأتي ما ينقضها ويكون سبب في هدمها وهي المكفرات المخرجات من الإسلام، فالنواقض التي تنقض الإيمان وتهدم بنيانه منها ما هو فعلي، ومنها ما هو عقدي، ومنها ما يكون قولي وهو موضوع بحثنا هذا، لكن قبل الخوض في هذه النواقض ناسب أن نتحدث كما هي العادة عن معنى الناقض في لغة العرب |
---|---|
وقال العلامة الشوكاني -رحمه الله-: فاعلم أن الرّزيّة كل الرّزيّة والبلية كل البلية ما صار يعتقده كثير من العوام، وبعض الخواص في أهل القبور، وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء، من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله، ويفعلون مالا يفعله إلا الله-عز وجل- حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم، فصاروا يدعونهم تارة مع الله، وتارة استقلالاً، ويصرخون بأسمائهم ويعظمونهم تعظيم من يملك الضر والنفع إلى أن قال -رحمه الله- وهذا إذا لم يكن شركاً فلا تدري ما هو الشرك، وإذا لم يكن كفراً فليس في الدنيا كفر 21 | وينظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : |
وتعريف الإيمان : وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح،وهو واجب على جميع الخلق،حيث لا تجزيء المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزيء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمنا.
9ولم نقف على من نقل الإجماع في هذا النوع من الكفر | ثانياً: يأتي الإعراض بمعنى عدم القبول، فشيء عدم الاستماع وعدم المبالاة وشيء عدم القبول |
---|---|
وأقوال أهل العلم في ذلك أكثر من أن تحصر، فسب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم نواقض الإيمان القولية دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة والقياس، فسب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق به عدة حقوق ففيه حق لله، وحق للرسول نفسه، وحق للمؤمنين | وقد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل، أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئا أنزله الله أو قتل نبيا من أنبياء الله وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر 14 |
وقد قال ابن حزم-رحمه الله-: ومن أوجب شيئا من النكال على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو وصفه وقطع عليه بالفسق أو بجرحه في شهادته: فهو كافر مشك مرتد كاليهود والنصارى، حلال الدم والمال بلا خلاف من أحد من المسلمين 36.
5قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : "ويدخل في هذا القسم : من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل ، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى | والحديث في هذا يطول, والمقصود أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله -عز وجل- كفر وناقض من نواقض الإيمان القولية |
---|---|
فإذاً: شيء يتعلق بالعلم وهو قول القلب من عدم الاستماع وعدم المبالاة، وشيء يتعلق بعدم العمل -أي: عمل القلب والجوارح- مثل عدم القبول وعدم الاستسلام، وهذا منافٍ لعمل القلب، ألَّا يعمل بالدين نهائياً ولا بشيء من الدين هذا ترك لعمل الجوارح وهذا كله إعراض | ويدخل في هذا أيضا: من يرى أن إنفاذ حكم الله في قطع يد السارق، أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر ، ويدخل في ذلك أيضا : كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات أو الحدود أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة ; لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرمه الله إجماعا، وكل من استباح ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، كالزنا والخمر والربا والحكم بغير شريعة الله : فهو كافر بإجماع المسلمين" |
من نواقض الايمان, أوجب الله عز وجل الاسلام على جميع عباده باجتناب ما يخالفه فبعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليدعو الى ذلك ولهداية الناس من الظلمات الى النور, وليخبرنا ان من اتبع الاسلام فقد نال الهدى ومن اعرض عنه فقد ضل, لذا حدد الاسلام نواقضه ليكون المسلم على بينة من أمره فيبتعد عنها وعما يؤدي اليها, سنتعرف معا على هذه النواقض.
15