لكن سنتناول كيفية أداء الصلاة بشكلها الصحيح ووفق ما تتماشى مع أحكام الإسلام | ودقّة التعبير باللفظ الدّال على هو إقامتها على أفضل وجهٍ مُمكن والإتيان بها على حقيقتها، وهذا هو المطلوب من كل مسلم تحقيقه في الصّلاة، وهي الصلة اليوميّة بين العبد وخالقه، فالمطلوب إقامتها لا أداءها فحسب؛ لأن الأداء لا يعني الإتيان بها على حقيقتها، فللصّلاة أثر عجيب إذا ما أقامها المُسلم بحقّها والتزم أخلاقها التي تدعو لها، والفضائل التي تُرشِد إليها، فكلّ مسلمٍ التزم بتلك الأخلاق بعد التزامه بأداء الصّلاة فهو مسلمٌ مُقيمٌ للصّلاة، وفرقٌ كبير بين مُقيمٌ للرّكن ومؤدٍّ له |
---|---|
وكيف جلس كفى، والسنة أن يجلس مفترشا على رجله اليسرى وينصب اليمنى ويوجهها إلى القبلة |
سنن الصلاة والمقصود بها سنن الصلاة كثيرة ، منها القولية ، ومنها الفعلية.
و الصلاة من أركان الإسلام فإذا تركها العبد كان كافراً بالله العظيم | الركن الثاني : إقام الصلاة وأما الركن الثاني من أركان الإسلام فهو: إقام الصلاة |
---|---|
ويقضي طوال يومه في عبادة وذكر وتلاوة للقرآن ودروس علم تعطيه زاداً إيمانياً يكفيه بقية العام | وعلى أركان باطنة إيمانية في القلب وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، فلابد من هذه الأصول، لابد أن يؤمن المؤمن المكلف بهذه الأصول الستة الباطنية التي تتعلق بالقلب، فيؤمن أن الله ربه وإلهه ومعبوده الحق سبحانه وتعالى، ويؤمن بملائكة الله، وبكتب الله التي أنزلها على الأنبياء من التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وغير ذلك، ويؤمن أيضاً بالرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده أولهم نوح وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام، وهم كثيرون، بين الله بعضهم في القرآن العظيم، ونؤمن أيضاً باليوم الآخر، وهو البعث بعد الموت، والجزاء من عند الله عز وجل، أهل الإيمان لهم السعادة وأهل الكفر لهم الخيبة والندامة والنار |
ثم بعد هذا يطالب المسلم بعد بالصلاة، يطالب بالزكاة، بالصيام، بالحج، ببقية الأوامر وترك النواهي بعدما يثبت هذا الأصل، بعد إيمانه بشهادة: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يعني: إيمانه بأن الله سبحانه هو المعبود بالحق وأن العبادة حقه وحده وأنه لا يعبد معه سواه لا نبي ولا ملك ولا شجر ولا صنم ولا غير ذلك، ولابد من الإيمان بأن محمداً رسول الله مع التصديق بجميع الأنبياء الماضيين، وأنهم أدوا الرسالة وبلغوها عليهم الصلاة والسلام مع الإيمان بجميع ما تقدم من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، لابد من هذا وهذا، ولابد أيضاً مع هذا كله من التصديق بما أخبر الله به ورسوله عما كان وما يكون، فالله صادق في خبره ورسوله صادق عليه الصلاة والسلام، فمن كذب الله أو كذب الرسول صلى الله عليه وسلم كفر ولو صلى وصام، نسأل الله للجميع الهداية.
9ولعل من المناسب هنا أن نذكر أركان الصلاة وواجباتها ، ثم شيئاً من سننها ، معتمدين في ذلك على ما في متن "دليل الطالب" وهو مختصر مشهور عند فقهاء الحنابلة : أولا: أركان الصلاة وهي أربعة عشر ركناً كما يلي 1- القيام في الفرض على القادر | ولابد مع هذا الأصل من الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام، في عهد نوح الإيمان بـنوح ، وفي عهد هود الإيمان بـهود مع توحيد الله، وفي عهد صالح الإيمان بـصالح مع توحيد الله، وهكذا في عهد كل رسول، لابد من توحيد الله والإيمان بأنه لا إله إلا الله ولابد من الإيمان بالرسول الذي بلغ الرسالة في عهده إلى آخرهم عيسى عليه الصلاة والسلام آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام |
---|---|
فهذه الشهادة التي هي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هي الأصل الأصيل، وهي الركن الأول من أركان الإسلام، فلا إسلام إلا بهاتين الشهادتين، لو صلى وصام وحج وصام النهار وقام الليل وذكر الله كثيرا ولكنه لا يؤمن بأن الله هو المستحق للعبادة، لا يؤمن بمعنى: لا إله إلا الله، بل يرى أنه لا مانع من عبادة الأوثان والأصنام، لا يرى مانعاً من عبادة البدوي أو الحسين أو الشيخ عبد القادر أو علي بن أبي طالب أو غيرهم، إذا اعتقد أنه يجوز هذا، يدعون من دون الله، يستغاث بهم | فكيف يشهد الإنسان أنه لا إله إلا الله ولا يعبد الله , وكيف يشهد أن محمداً رسول الله ولا يعمل بما جاء به |