هذه إشارات سريعة ولمحات خاطفة من تواضعه صلى الله عليه وسلم وإلا فأخبار تواضعه كثيرة، وما حُفظ عنه عليه الصلاة والسلام أنه تكبَّر على أحد، أو فاخر بنفسه أو مكانته، وقد نال أعلى المنازل، وحظِيَ عند ربه بأكبر المقامات، فهو صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، واللواء المعقود، وأُسريَ به إلى السموات العُلى حتى بلغ سدرة المنتهى، وبلغ مقاماً لم يبلغه مخلوقٌ قبله ولا بعده، وكلَّمَهُ الله جل جلاله بلا واسطة، وأنعم عليه بالمعجزات، وأيده بالآيات، وما حكا شيئا من ذلك على وجه الفخر أو المدح لنفسه صلى الله عليه وسلم، ولا تعالى به على الناس، بل كان التواضُعُ صفتَه، وخفْضُ الجناح سمتَه صلى الله عليه وسلم ومن شدة تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يتميز على أصحابه بملبس أو مركب أو مجلس، كما هي عادة الكبراء والأثرياء، فإذا جاء الغريب لم يعرفه من بينهم حتى يسأل عنه
أو تريدُ أن تفخرَ به في حيِّها وبين أقرانِها

نماذج من تواضع النبي محمد

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أنَّ شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ادْنُهْ فَدَنَا مِنْهُ فَجَلَسَ فقَالَ له النبي صلى الله عليه وسلم: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ ، أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ ، أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ ، أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ، أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ، وهو يقول لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ ، وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ، وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ ، وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ، وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ فَوَضَعَ النبي رضي الله عنه يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.

صور من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حملة للدفاع عن نبينا
وعن عبيد بن حنين أنَّه سمع ابن عبَّاس -رضي الله عنهما- يحدِّث أنَّه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطَّاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجًّا فخرجت معه
نماذج مِن تواضع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
الإمام الحسن (ع): المثال الأنموذجي للتواضع
وكان يخصف نعله ويخيط ثوبه: فقد روى الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ مَا كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ قَالَتْ كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ — قَالَتْ — وَكَانَ يَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ
فواجب على من أنعم الله تعالى عليهم بنعمة الجاه أو المال، وجعل حاجة الناس إليهم أن يقرؤوا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليتعلموا منه مكارم الأخلاق، وحسن التعامل مع الناس، ولا يحل لذي جاهٍ أن يتكبر على الناس بجاهه، ولا لذي مالٍ أن يرى في نفسه ما لا يرى للناس، فالذي أعطاه قادر على أن يسلبه، ويجعله بعد العز ذليلاً، وبعد الغنى فقيراً وكان صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويسلِّم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم

السطح المائل الذي يلتف حول اسطوانه

وسكت عنه أبو داود، وصحَّحه الألباني في صحيح أبي داود 4698.

26
من تواضع نبينا أنه كان
نماذج مِن تواضع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
نماذج من تواضع النبي محمد
يقوم فريق العمل على توفير الأسئلة المتكررة وأسئلة الامتحانات من مصادر موثوقة، وتقديم العديد من الأبحاث والدراسات الهامة ، التي تفيدكم في مستقبلكم ولما جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فقال: طَهِّرْنِي مِنَ الزِّنَا، أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَكَانَ من النَّاسُ من قال لَقَدْ هَلَكَ، لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ، ولكنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ
ومن تواضعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يكره أن يقوم الناس له كما هو شأن أهل الدنيا ثمَّ قال: هل تفقدون مِن أحدٍ

السطح المائل الذي يلتف حول اسطوانه

وعن عروة ـ رضي الله عنه ـ قال : سأل رجل عائشة ـ رضي الله عنها ـ : هل كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعمل في بيته ؟، قالت : نعم.

نماذج مِن تواضع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
ولا شيء يفسد الأخلاق كالتكبر والغرور والعجب بالنفس، ولا شيء ينمي الأخلاق الحسنة كالقلب الطيب والتواضع والنفس الترابية والعقل الرشيد! فَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ أَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّى إِلاَّ أَنْ تَجْعَلَهُ لِي »
نماذج من تواضع النبي محمد
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ، يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً
من تواضع نبينا أنه كان
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ، ورفعة منصبه أشد الناس تواضعاً، وألينهم جانباً، وحسبك دليلاً على هذا أن الله سبحانه وتعالي خيَّره بين أن يكون نبياً ملكاً ، أو نبياً عبداً ، فأختار أن يكون نبياً عبداً صلوات الله وسلامه عليه