كان يكثر صيام النهار، وقيام الليل، يكثر الصدقة، ويعود المرضى، ويعين المساكين، بعيداً كل البعد عن العيش الرغيد، والترف الملوكي؛ لإيثاره الآخرة على الدنيا | الاقتداء بخُلق الرسول عليه الصلاة والسلام لمّا كان الرسول قد بُعث للناس ليتمم مكارم ، ويصلح ما فسد من أخلاق الناس، ويكون لهم قدوةً وأسوةً حسنةً، كان من الواجب على كل مسلم أن يقتدي به، وأن يسعى لأن يكون مثل ما كان عليه من حُسن الخُلق، وأن يتحلّى بالصدق، والأمانة، والعفة، والتواضع، وإن قلّل في صفةٍ من الصفات الحسنة، وغلب عليها سوء الخلق، فعليه أن يتوب إلى الله وأن يُكثر من الاستغفار، كما لا يقف عند الصفات فقط في أمر الاقتداء بالنبي؛ بل يقتدي بفعله وعبادته لله وطاعته الصادقة |
---|---|
إميلات مكتب السيد احمد الحسن ع في النجف الاشرف najafoffice24 almahdyoon | ـ كان حاجباه مقوستين وكانا متصلان ببعضهما اتصالا خفيف |
وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار بالاستناد لـ أقوال العلماء والصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، وأتينا على أبرز مفصليات حياته صلى الله عليه وسلم ومعاملته لزوجاته رضوان الله تعالى عليهن.
28قوة جسد النبي صلى الله عليه وسلم ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب، فعن علي رضي الله عنه قال: «كُنَّا إِذَا حَمِيَ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْهُ» رواه أحمد والحاكم | نعم القائد والزوج والمربي والأب |
---|---|
حيث أنه كان في كل أحواله وحالته يسمى سفير الإسلام وبلغ رسالة الله سبحانه وتعالى بكل حب وتفان، وكان يتعرض لكثير من الإغراءات والأذى والمحاولات من المشركين، ولكن هو أصر على تكملة رسالته | وكذلك وصف كعب بن مالك رضي الله عنه حينما قال: فلما سَلَّمتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يَبرُقُ وجهُه مِن السُّرورِ، وكان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا سُرَّ استَنارَ وجهُه، حتى كأنه قِطعَةُ قَمَرٍ، وكنا نعرفُ ذلك منه |
تلك هي بعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الخَلْقية التي نُقلت إلينا ممن رآه وصاحبه، نقلاً صحيحاً ثابتاً، إنها صفات طيبة، وصدق الصديق أبو بكر رضي الله عنه عندما قال عنه وهو يُقبِّله بعد موته صلى الله عليه وسلم: طبت حياً وميتاً يارسول الله ، فعليك أخي الزائر الكريم أن تكون قوي الصلة بصاحب تلك الصفات من خلال اتباعه، والسير على هديه، وتعميق حبه، والإكثار من الصلاة والسلام عليه، والله أعلم.
27اعتاد الناس على رؤيته بشوشاً؛ فكان أكثرهم تبسماً، فإن ضحك بانت نواجده، واسع الصدر مصافحاً للرجال، لا ينزع يده قبل أن يتركها الآخر، يحترم الصغير والكبير، والعبد والجارية، فها هي الجارية تشده من يديه ليلبي لها حاجتها، فلا يردها ولا ينثني عن مساعدتها | » قَالَتْ: « يَا رَسُولَ اللهِ، نَجْمَعُ عَرَقَكَ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»! تابع أيضًا: الابتسامة لقد بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رحيمًا ناشرًا للأمن والسلام بين النّاس، وكانت الابتسامة لا تفارق محيّا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن ابتسامته مصطنعة ولا متكلفة بل كانت نابعة من قلب صادق بريء، الابتسامة التي امتلك بها قلوب أصحابه حتّى كان أحدهم ليرمي روحه أمام عليه الصلاة والسلام، وقد أمر نبي الله عليه الصلاة والسلام أن يكون المسلم بسًوالدةًا مبتعدًا عن التجهم |
---|---|
الاعتماد على النفس الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتمد على نفسه عند الذهاب إلى السوق، حيث كان يقوم بحمل بضاعته بنفسه من خلال يديه، وكان يقوم بتنظيف منزله بنفسه | خاتم الأنبياء والمرسلين ان الله تعالى اختص رسوله محمد صل الله عليه وسلّم بأن ختم به الأنبياء والرسل، فان الله تعالى قد اخبرنا في القرآن الكريم، وكذلك بيّن في السنة النبي لا نبيّ بعده فقد قال الله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ |
العدل حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عادلًا مع الجميع حتّى ع نفسه فإنّه يجبلها على عدم الظلم، وها هو لمّا كان في غزوة بدر وكان يسوّي صفوف الصحابة رضوان الله عليهم بعود بيده أخبره أحد الصحابة أنه تألم من العود، فأعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك الصحابي العود وأخبره أن يقتصّ منه، فضم الصحابي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقبّل بطنه، وكان أمله أن إذا استشهد ألّا يدخل النار لأنّه مس جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1