سبب تسمية سورة المزمل تتراوح وتختلف أسباب التسمية بين سورة وأخرى، فكثيرٌ من السور تُسمّى بما يتميّز بها من كلمات، وكثير من السور تُسمّى باسم حادثة تردُ بين سطورها كسورة البقرة، وكثير من السور تسمّى باسم مطالعها، وأمّا فيما يخصُّ سورة المزمل فإنَّ المتعمّق في تفسيرها سيعرف أنَّ سبب تسميتها راجع إلى أنَّ الخطاب الذي وجهه الله -سبحانه وتعالى- في هذه السورة عائدٌ على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقد وصفَهُ بالمُزمّل، ويمكن اعتبار سبب تسميتها عائدًا إلى مطلعها، شأنها في هذا شأن كثير من السور القرآنية التي تُسمّى بمطالعها في الغالب، كسورة القارعة، وسورة الحاقة وغيرها، والله تعالى أعلم | آمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض، وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقاً وتعباً وعجزاً |
---|---|
فتفرّق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتزمّل في ثيابه وتدثّر فيها | فضل سورة المزمل إنّ خير منهاج للبشر أجمعين، فتطبيقُ أحكامهِ فوزٌ ونجاحٌ في الدنيا والآخرة، والابتعاد عمّا نصّ عليه خسران وخيبة، ولا شكّ أنّ تلاوة القرآن فيها من الأجر الكثير، فالله تعالى لا يضيّع أجر عاملٍ من أحسنَ عملًا، ففي العموم إنّ القرآن كلُّهُ فضل وتلاوتُهُ فضل وخير، وأمّا فيما يتعلّق بفضل سورة المزمل على وجهِ الخصوص، فقد وردَ في فضلها حديث موضوع، يُذكر للاستئناس، وهو عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- قال: "إنَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عرضَ عليَّ القرآنَ في السَّنةِ التي ماتَ فيها مرتينِ، وقال: إنَّ جبريل -عليه السَّلام- أمرني أنْ أقرأَ عليكَ القرآن، وهو يقرئِكَ السَّلام، فقال أُبيّ: فقلت لمَّا قرأَ عليَّ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: كما كانت لي خاصة، فخصّني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه؟ قال: نعم يا أبيّ، أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن، وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة |
الجن هم خلق الله الآخر؛ إذ خُلقوا من نار بينما خُلق الإنس من طين، والجِن فيهم الصالحون الذين آمنوا برسالاتِ الله تعالى السماوية والتي أنزلها على أنبيائه، ومنهم القاسطون والظالمون الذين تمرّدوا على أمر الله تعالى وفسقوا وطغوا، وزعيم هؤلاء هو إبليس عليه لعنةُ الله تعالى الذي أبى الامتثالِ لأمرِ الله تعالى والسجودِ لآدم، وقد وَرد ذكر الجن في مواطنَ عدةَ في القرآن الكريم، كما سُمّيت سورةٌ في القرآن باسم الجن، فما هي مناسبة نزولِ سورة الجن، وسبب تسميتها بهذا الاسم؟ سبب تسمية سورة الجن سُميت سورة الجن بهذا الاسم بسبب ورود قصة فيها عن الجن الذين استمعوا إلى آياتِ القرآنِ الكريم، وآمنوا بها بعد أقروا بندمهم على ما سبق من الضلال، وتوبتهم إلى الله تعالى، وبراءتهم من مَنهج إبليس اللعين.
3لسورة المزمل مكانة عظيمة وخاصة بين سور القران الكريم، فكما ان لكل سورة فوائدها واثرها وبركتها على قارئها ، فان سورة المزمل لها اثر ايضا وفضل، وذلك لما لها من من فوائد خاصة بقرائتها بالاضافة الى الدروس المستفادة التي علمتها لنا هذه السورة | وهذا قول جابر بن زيدٍ في تعداد نزول السّور، وعلى القول بأنّ المدّثّر هي الثّانية يحتمل أن تكون القلم ثالثةً والمزّمّل رابعةً، ويحتمل أن تكون المزّمّل هي الثّالثة والقلم رابعةً، والجمهور على أنّ المدّثّر نزلت قبل المزّمّل |
---|---|
فأمره هنا بالعبادات المتعلقة به، ثم أمره بالصبر على أذية أعدائه، ثم أمره بالصدع بأمره، وإعلان دعوتهم إلى الله، فأمره هنا بأشرف العبادات، وهي الصلاة، وبآكد الأوقات وأفضلها، وهو قيام الليل | وفيما يلي سنتعرف على اسباب نزول سورة المزمل |