ثُمَّ يتخيّر المُصلي بعد ذلك وقبل التسليم من المسألة ما شاء من أمور الدّين والدّنيا | الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه, وسلم، سنة في التشهد الأخير عند المالكية، قال الدردير المالكي في الشرح الصغير: و تاسعُها الصلاةُ على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأخير بأيِّ لفظ كان، وقيل: بل هي مندوبة، كالدعاء بعدها بما أحب، كما يأتي |
---|---|
معنى التّحيات التّحيات كلمة تجمع كل معاني التّعظيم لله -عز وجل-، فهيَ كلّ قولٍ أو فعلٍ دالّ على التّعظيم من التّحميد، والتّهليل، والتّكبير، والقيام، والركوع، والسجود، والدّعاء، وهذه التّحيات خالصةٌ لله -تعالى- ليس لأحدٍ فيها شيء، ومن ثم عطف عليها الصّلاة، فهو المستحقّ وحده بأن يُصلّى له، وقيل المقصود بالصّلوات جميع الدعوات، كما قال الله -تعالى-: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ ، وقيل معناها الصّلوات الخمس، والطّيّبات هي كلّ الأعمال الخالصة والكلمات الطيّبة التي تتضمّن الحمد والثّناء والتّمجيد، فكلّ عملٍ طيّب و قولٍ طيّب لا يكون إلا لله وحده | التحيات في الجلوس الأول بعد الثانية وفي الثالثة في المغرب وفي الرابعة في الظهر والعصر والعشاء، ثم تقول بعدها في التشهد الأخير في الثالثة من المغرب والرابعة من الظهر والعصر والعشاء وفي صلاة الفجر والجمعة والعيدين والاستسقاء تقول بعد هذا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد |
وأخرج أبو داود والدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في التشهد: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله.
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي - والسياق له - عن القاسم بن محمد: كانت عائشة تعلمنا التشهد وتشير بيدها تقول: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله، السلام على النبي | والإتيان بالسّلام على النبيّ لا يَسقط أبداً، فهيَ من أصل التّشهد، بخلاف السّلام على عباد الله، فالإتيان به سنّة، قال -تعالى-: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، ثمّ يُصلي المسلم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصلاة الإبراهيميّة إذا قرأ التشهّد الأخير في الصلاة، وتكون الصلاة الإبراهيمية كما علَّم الرّسول -عليه الصلاة والسّلام- أصحابه: قِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكيفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ |
---|---|
قال ابن حجر في فتح الباري: قال الترمذي: حديث ابن مسعود روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روى في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة، ومن بعدهم قال: وذهب الشافعي إلى حديث ابن عباس في التشهد، وقال البزار لما سئل عن أصح حديث في التشهد قال: هو عندي حديث ابن مسعود، وروي من نيف وعشرين طريقاً، ثم سرد أكثرها، وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه، ولا أصح أسانيد، ولا أشهر رجالاً | كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد هذه الصيغة أكمل الصيغ التي وردت وأتمها |
وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا السلام على النبي.