فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ فإنه سيقول لك: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ" | فقلتُ: أخبرني وأعلمني عن قول الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}، فَمَنْ هما المقصودين بهذه الآية الكريمة؟ فقال: لا تسأل أحدًا أعلم بذلك منِّي، كنَّا بمكة لا يكلم أحدُنا زوجته إنما هُنَّ خادم البيت، فإذا كان له حاجة سَفَع برجليها فقضى منها حاجته، فلمَّا ذهبنا إلى المدينة تعلَّمْنَ من نساء الأنصار، فجعلْنَ يكلِّمننا ويراجعننا، وإنِّي أَمَرْتُ غلمانًا لي ببعض الحاجة، فقالت امرأتي: بل اصنع كذا وكذا |
---|---|
وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة | فقالت: يغفر الله لعبد الله |
فقلتُ لسودة بنت زَمْعَةَ: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلتَ مغَافير؟ فإنه سيقول لك: "لاَ".
4الغَيْرة في حياة أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها أولًا: غيرتها من : — في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ …} التحريم-1 ، قال الطبري: اختلف أهل العلم في الحلال الذي أحلّه الله جلَّ ثناؤه لرسوله الكريم، فحرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحلال على نفسه ابتغاء مرضاة أزواجه، فقال البعض: كان يقصد بذلك مارية القبطيَّة مملوكته، حَرَّمَهَا على نفسه بيمين أنه لا يقربها لكي يطلب بذلك رضا زوجته حفصة بنت عمر؛ لأنها غارت بخلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بها في يومها وفى فراشها | كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم، وذلك بعد زواج النبي محمد من ، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد وعائشة |
---|---|
وفاة أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها تُوُفِّيَتْ حفصة-رضي الله عنها-في شعبان سنة 45هـ بالمدينة ، على أصح الروايات، فقيل: كان وفاتها سنة سبع وعشرين للهجرة في خلافة عثمان بن عفان-رضى الله عنه- | ومن أهمِّ ما تُرِكَ عندها صحائف القرآن الكريم، التي تمت كتابتها في خلافة أبي بكر الصديق-رضى الله عنه-بمشورة من عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-، وقام بكتابتها زيد بن ثابت ، فظلت عند أبي بكر الصديق حتى وفاته، ثم صارت عند عمر، وبعد وفاة عمر، صار ت هذه الصحائف في حوزة حفصة، ثم اختلف الناس في زمان عثمان بن عفان -رضى الله عنه-؛ لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب منها صحائف القرآن، وقد اعتمد على تلك الصحائف في توحيد مصحف للأمصار الإسلامية |
وقد روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثاً، منها ثلاثة ، وانفرد بستة أحاديث، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين؛ كأخيها عبد الله وابنه وزوجته والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام والمسيِّب بن رافع وغيرهم، وأورد في مسنده ستين حديثاً عنها.
صفات حفصة رضي الله عنها عُرفت السيدّة حفصة -رضي الله عنها- والقيام، وعُرفت بالعلم ونقل الأحاديث عن النبي عليه السلام، فقد روت عنه ستين حديثاً اتفق الشيخان على أربعةٍ منهم، وقد جاءت الشهادة بالصيام والقيام في حديثٍ حسنٍ ذكره الألباني في صحيح الجامع، يُذكر فيه أنّ النبي عليه السلام طلّق زوجته حفصة، فأتاه يعاتبه بطلاقها وهي الصوامة والقوامة، وأخبره أنها زوجته في الجنّة كذلك، فأرجعها نبي الله صلى الله عليه وسلم | حياة أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها قبل النبي صلى الله عليه وسلم: تزوَّجت حفصة -رضي الله عنها- من خُنَيْس بن حذافة بن عدى السهمي ، وأسلما معًا في مكة،ولما أشتد أذى أهل مكة للمسلمين ،هاجر خُنَيْس منفرداً إلى الحبشة في الهجرة الأولى،وكانت مكوَّنة من اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، وكان على رأسهم الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضى الله عنه-،وكانت معه السيدة الفاضلة رقيَّة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عاد خُنَيْس بن حُذافة وأخذ زوجته السيدة حفصة —رضي الله عنها- وهاجرا إلى يثرب، وشارك خُنَيْس بن حُذافة مع في غزوة بدر مع المسلمين، ولم يشارك من بني سهم غزوة بدر غيره، وأُصيب فيها بجراح أدت إلى وفاته فيما بعد |
---|---|
فقال: سلني عمَّ شئتَ، فإنَّا لم نكن نعلم شيئًا حتى تعلَّمْنَا | وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب… وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا |
ولدت في مكة قبل البعثة بـ 5 أعوام أي قبل الهجرة بـ 18 عشرةَ عامًا، ولدت حين كانت قريش تجدد بناء الكعبة المشرفة.
3