قال ابن كثير رحمه الله في السائق والشهيد: أي ملك يسوقها إلى المحشر، وملك يشهد عليها بأعمالها، فكل واحد يوم القيامة سيأتي ومعه ملكان، واحد يسوقه، والثاني يشهد عليه، وتنشر الصحائف التي غفل عنها العباد، ويقول الملك: هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ سورة ق23 لم يستتروا من الله و لم يقع في حسبانهم يوم تشهد عليهم حتى جلودهم , غلب على ظنهم في الدنيا أن الله لا يعلم أفعالهم ولا يحصيها عليهم و هم غافلون على أن أقرب أدوات التسجيل كامنة بداخلهم لا تفترق عنهم | حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب القمي, عن الحكم الثقفي, رجل من آل أبي عقيل رفع الحديث, وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا إنما عني فروجهم, ولكن كني عنها |
---|---|
قال الله: {فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} أيُّ فائدةٍ في هذا الصبرِ؟! أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم | النظر في أسماء الله تعالى وصفاته وتدبر معانيها، لاسيما الأسماءَ المتصلة بهذا المعنى كالشهيد والرقيب والسميع والبصير والخبير والحفيظ والعليم ونحوها |
من سورة فصلت حين يقول تعالى: حتّى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون أو ما ورد في الآية 24 من سورة النور من قوله تعالى: يوم تشهد.
وقوله : { يومئذٍ يوفيهم الله دينهم } استئناف بياني لأن ذكر شهادة الأعضاء يثير سؤالاً عن آثار تلك الشهادة فيجاب بأن أثرها أن يجازيهم الله على ما شهدت به أعضاؤهم عليهم | |
---|---|
الحمد لله سريع الحساب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، الذي دعا إلى الله وأناب، صلى الله عليه وعلى آله والأصحاب | { { أَرْدَاكُمْ} } أي: أهلككم { { فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} } لأنفسهم وأهليهم وأديانهم بسبب الأعمال التي أوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم، فحقت عليكم كلمة العقاب والشقاء، ووجب عليكم الخلود الدائم، في العذاب، الذي لا يفتر عنهم ساعة: { { فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} } فلا جَلَدَ عليها، ولا صبر، وكل حالة قُدِّر إمكان عليها، فالنار لا يمكن الصبر عليها، وكيف الصبر على نار، قد اشتد حرها، وزادت على نار الدنيا، بسبعين ضعفًا، وعظم غليان حميمها، وزاد نتن صديدها، وتضاعف برد زمهريرها وعظمت سلاسلها وأغلالها، وكبرت مقامعها، وغلظ خُزَّانها، وزال ما في قلوبهم من رحمتهم، وختام ذلك سخط الجبار، وقوله لهم حين يدعونه ويستغيثون: { { اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} } { { وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا } } أي: يطلبوا أن يزال عنهم العتب، ويرجعوا إلى الدنيا، ليستأنفوا العمل |
Click on a word for more linguistic information, or to suggestion a correction.
18