أوّل مسجدٍ في الإسلام لعلّ ما جعل قباء يحمل الفضل والمكانة الرفيعة أنّه أوّل مسجدٍ بُني في الإسلام، وكان بناؤه على يد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه بعد فترةٍ وجيزةٍ من وصول النبيّ إلى المدينة مهاجراً من مكّة، إذ بادر إلى البناء بكُلّ سعادةٍ وسرورٍ وإقبالٍ على تشييد أولى خطوات التجمّع للصلاة وغيرها في الإسلام، وذكر الله -تعالى- رضاه وثناؤه على بناء المسجد، فقال: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ، يُذكر أنّ مسجد قباء يقع في الجنوب الغربيّ من المدينة المنوّرة، بمسافة خمسة كيلومتراتٍ عن المسجد النبويّ، وفيه بركت ناقة النبيّ -عليه السلام- حين تركها تأخذ مكانها قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ثم إن رأى أن الأنفع له أن يستمر في الصلاة حتى يحضر الإمام فليفعل، وإن رأى من نفسه مللاً وأن الأنفع له أن يجلس ويقرأ القرآن فليفعل، لأن القراءة خيرٌ والصلاة خير، والمقصود بالأعمال الصالحة هو صلاح القلب، فما كان أصلح للقلب وأنفع وأوفق للشرع فهو أفضل
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَجَعَلَهَا حَرَماً، وَإِنِّي حَرَّمْتُ المَدِينَةَ حَرَاماً مَا بَيْنَ مَأْزِمَيْهَا، أنْ لا يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ، وَلا يُحْمَلَ فِيهَا سِلاحٌ لِقِتَالٍ، وَلا تُخْبَطَ فِيهَا شَجَرَةٌ إِلا لِعَلْفٍ» وصيد مكة فيه الإثم والجزاء

فصل: فضل الصلاة في مسجد قباء:

إلا أنّ أبا البقاء المكي الحنفي نقل عن الحافظ محب الدين قوله: «ولم يزل مسجد قباء على ما بناه ص إلى أن بناه حين بنى مسجد رسول الله ص ووسّعه، ونقشه بالفسيفساء وسقفه بالساج وعمل له منارة، وجعل له أروقة وفي وسطه رحبة».

15
هل يُنال أجر العمرة بمجرد الصلاة في مسجد قباء؟
حكم حرم المدينة:المدينة حرم ما بين عَيْر إلى ثور، لا يُقطع شجرها، ولا يُنَفَّر صيدها
فضل زيارة مسجد قباء والصلاة فيه
فضل سكنى المدينة:1- عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أبِي زُهَيْرٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تُفْتَحُ اليَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأهْلِهِمْ وَمَنْ أطَاعَهُمْ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَتُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأهْلِيهِمْ وَمَنْ أطَاعَهُمْ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
فصل: فضل الصلاة في مسجد قباء:
ثم توالت العمارة عليه في القرنين الثامن والتاسع الهجريين فاحدثت فيه تغييرات جديدة
وأما الاشتغال بصلاة النافلة حتى تحين الصلاة فهذا أمر حسن ولا شك، فإن الصلاة خير موضوع، فمن فعل الرواتب وأكثر من التنفل بالصلاة في غير أوقات النهي فهو على خير عظيم، وإن رأى أن يشتغل بغير الصلاة من الذكر والدعاء وقراءة القرآن فلا بأس بذلك وبخاصة إذا كان هذا أنفع لقلبه وهذا يدل على مزية وفضل لمسجد قباء على غيره من المساجد باستثناء المساجد الثلاثة
وقيل في وجه التسمية إنّما سمّي قباء باسم القرية التي شُيّد فيها، وقيل أصله اسم بئرٍ هناك عُرفت القرية بها وزيارة المسجد النبوي ليست من مناسك الحج أو العمرة، ويتم الحج والعمرة بدونها، فإذا دخل المسلم المسجد النبوي صلى فيه ركعتين تحية المسجد، ثم ذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ووقف أمامه، وسلم عليه قائلاً: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، ثم يخطو خطوة عن يمينه، ويسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه كذلك

الصلاة في المسجد النبوي أفضل أم في مسجد قباء

المفاضلة بين المسجد النبويّ ومسجد قباء ذكر النبيّ -عليه السلام- أنّ ثمّة أجرٌ جزيلٌ لمن صلّى في مسجد قباء، لكنّه لم يذكر مضاعفة الأجور للصلاة فيه، بينما ذكر أنّ الصلاة في المسجد النبويّ تضاعف في الأجر ألف مرّةٍ عمّا سوى ، حيث قال: صلاةٌ في مسجِدي هذا، أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ، إلَّا المسجدَ الحرامَ ، فالحديث السابق يوضّح فضل الصلاة في المسجد النبويّ على الصلاة في مسجد قباء.

25
فضل زيارة مسجد قباء والصلاة فيه
ولما تهدم حتى جدده وزير بني زنكي في سنة خمس وخمسين وخمسمائة
حديث عن فضل الصلاة فى مسجد مكة والمدينة من صحيح البخاري (10 أحاديث)
رواه البزار : إسناده حسن نقله الحافظ ابن حجر في الفتح
ثواب الصلاة في مسجد قباء