ولهذا نجد أن العقلاء الجادين الباحثين عن الحق يصلون إليه، ويوفّقون له، وليس أدلّ على ذلك من حال العقلاء في الجاهلية أمثال قُس بن ساعدة الإيادي، وزيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد بن زيد، فنحن نجد في ثنايا كلامهما الإقرار بتوحيد الله عزّ وجلّ، مع أنهما يعيشان في مجتمع يعجّ بالجهل والشرك | ورد لقب المسيح في القرآن 11 مرّة في 9 آيات |
---|---|
ما المسيح عيسى -عليه السلام- إلا نبي رسول أرسله الله تعالى لهداية اليهود بعد أن ضلّوا ضلالًا بعيدًا، ويثبت ذلك ما جاء في سفر أعمال الرسل الثاني: "أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم، كما أنتم أيضا تعلمون" | وهكذا تلعب البدع والخرافات بأهلها حتى أوصلتهم إلى هذا الحد |
ويعرف دليل الحدوث بدليل حدوث الجواهر والأعراض وبدليل حدوث الأجسام وبدليل حدوث الأعراض وذلك أنهم يقررون قبل إقامتهم لمقدمات الدليل أن العالم وهو كل ما سوى الله تعالى من الموجودات ينقسم إلى جواهر وأعراض والجوهر هو ما له قيام بذاته والعرض ما لا قيام له بذاته ثم يبنون الدليل على هذا التقسيم ويقيمونه على أربع مقدمات كبرى وهي : الأولى : إثبات الأعراض.
5أما توحيد الألوهيّة، فهو توحيد عملي؛ لأنه يتعلّق بأفعال العباد، وهو أن المكلّف مطالبٌ بصرف العبادات لله وحده دون إشراكٍ به في هذه العبادات، فجانب العمل في هذا القسم أكثر وضوحاً من القسم الآخر | أي كيف رفعها الله عزّ وجلّ عن الأرض هذا الرفع العظيم |
---|---|
ويضربون أمثلة على توحيد الربوبية وتفاصيله وغيره، كقول بعض الشيوعيين والدهريين والطبائعيين وغيرهم إن الأمر حدث بالمصادفة، ولا يمكن أن يكون له إلهٌ ولا ربٌ، وهذا كلام باطل، ولهذا ضربوا مثالين لطيفين: قالوا: لو قلنا بقضية المصادفة، فلو جئنا مثلًا بقرد وأعطيناه آلة كاتبة، ثم قلنا للناس: ضرب هذا القرد على الآلة الكاتبة، فأخرج لنا رسالة عظيمة جدًّا ولطيفة في مسائل في علمٍ من العلوم، قالوا: لا يمكن أبدًا، كيف يكتب الحروف ويصيغها؟ قلنا: مصادفة، قالوا: لا نصدق، قلنا: سبحان الله!! أنت تعرف هذا العدد جيِّدًا 114 نعم | ولكنه غلب في الاستعمال على إلهِ الحقِّ وصار معناه حينئذٍ، إذاً فتعريف الإله الحقِّ: هو مِن تألَّه القلوب حباً وتعظيماً وإجلالاً |
أحرف هذه الكلمة الَّذِي تكرّرت في هذه الآية 34 مرّة! ثم تحدّث عن طريقة خروجها للمرعى، وادّخارها للكسب ثم قال: وفي النحل كرامٌ لها سعيٌ وهمّةٌ، واجتهادٌ، وفيها لئامٌ كسالى قليلةُ النفع مؤثرةٌ للبطالة؛ فالكرام دائمًا تطردها وتنفيها عن الخليّة.
3ثالثاً: العبادات البَدنيَّة، وهي التي تَتَعلُّق بالجوارح، كالصَّلاة والصِّيام والحج والجهاد بالنفس والسجود والركوع، فكلُّ عبادة يفعلها البدن أو عضو من البدن فهو داخل في هذا النوع من العبادات | أن يبحث الإنسان عن برهان ومنطق يقنعه بأن الله واحد أحد لا شريك له! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يقوم إليسع نفسه صاحب هذه القدرة الخرافية الخارقة في إحياء الموتى؟! تكرّرت أحرف اسم آدم في أوّل آية رقمها 47 في المصحف 15 مرّة! فإذا كان الآثم المنافق الذي يدّعي النبوّة يستطيع أن يأتي بالخوارق والآيات العظيمة، بحسب ما تدّعي أناجيل النصارى، فعلى أي قياس يمكننا أن نميز بين الأنبياء والأشرار؟! ورغباً هو: رجاءً ما عند الله من كل فضل، فهو واهبُه وكل نعمة فهو مُعطيها |
---|---|