وأخيراً روي في كتاب الجعفريات أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لمّا كان يوم خيبر بارزت مرحباً فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله علّمني أن أقوله : اللهم انصرني ولا تنصر عليّ، اللهم أغلب لي ولا تغلب عليّ، اللهمّ تولّني ولا تولّ عليّ، اللهم اجعلني، لك ذاكراً لك شاكراً لك راهباً لك منيباً مطيعاً، أقتل أعداءك فقتلت مرحباً يومئذ وتركت سلبه، وكنت أقتل ولا آخذ السلب | هذا الدعاء الذي يتم اعتباره دعـاء المعجزات ما يدعو به العبد الله سبحانه و تعالى بصدق وبنية طيبة وهو فى كرب شديد أو مأزق إلا وجاء الفرج من الله عز وجل من حيث لا تعلم ولا تدري |
---|---|
الشرح: هذا الدعاء العظيم اشتمل على اثنين وعشرين سؤالاً، ومطلباً هي من أهم مطالب العبد، وأسباب صلاحه، وسعادته في الدنيا والآخرة : 1 — قوله: رب أعني : أي أطلب منك العون، والتوفيق لطاعتك، وعبادتك على الوجه الأكمل الذي يُرضيك عنِّي, وأطلب منك العون على جميع الأمور الدينية والدُّنيوية، والأخروية، وفي مقابلة الأعداء أمدّني بمعونتك وتوفيقك | دعاء يغفر الذنوب ويحقق الأمنيات يسعى الإنسان إلى التقرب من الله عز وجل بطرق كثيرة منها قراءة القرآن وأداء الصلاة بخشوع تام في أوقاتها، ومنها الصيام وكذلك كثرة الاستغفار ويمكن أن يلتزم الإنسان ببعض الأدعية التي تساعده على تحقيق أمنياته وتساعده على أن يكرمه ربه بغفران ذنوبه |
قد يتعجب بعضهم ويتساءل: لماذا لا ينتقم الله لأوليائه الذين يعذبون ويقتلون بأيدي أعدائه في هذه الدنيا؟ والجواب: أن الله تعالى لم يجعل الدنيا دار جزاء لأوليائه، فقد يدركون انتقام الله لهم، وقد لا يدركه إلا من يأتي بعدهم، والنصر الحقيقي هو انتصار المبادئ، ولو فنيت الأبدان، ومن تدبر قصة تحريق أصحاب الأخدود - الموحدين - تبين له الجواب جليا.
أعوذ بك من هؤلاء الأربع | يا رب إن الظالم جمع كل قوته و طغيانه ،و أنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدعاء، يا رب فاستجب لدعوة عبدك المظلوم وانصرني فإنك يا كريم قلت لدعوة المظلوم بعزتي و جلالي لانصرنك و لو بعد حي |
---|---|
رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَو ْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي | اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك |
اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً متقبلاً.
14