أيها الإخوة المؤمنون ؛ هذا القرآن الكريم ، يُقرأ للتفكر ، للتأمل ، للنظر ، للبحث ، للدرس أما أن تقرأ القرآن هكذا ، من دون عقل ولا فهم ، يقول ختمت القرآن والحمد لله ، هذا ليس من الدين في شيء ، اقرأ القرآن ، ولكن إذا شئت أن ينعكس كتاب الله في قلبك سعادة ، لابد من التأمل فيه وتدبره لذلك أنصحكم أن ترجعوا إلى هذه الآيات في سورة الأنعام ، اقرؤوها بتأمل ، بتدبر ، بتأن ، بتؤدة ، بعناية ، واستنبطوا منها ، ولابد من أن تطبقوها ، وإلا نكون أخسر الناس في هذا الكتاب | بل كيف تتصور حقه ؟ |
---|---|
فإن رجعت فإلى أعدائها رجوعُها، وإن تقدمت فإلى أحبابها مصيرها، وإن وقفت في طريقها أدركها أعداؤها فإنهم وراءها في الطلب | فأحدها : أنهم يقولون : علي ولي الله وكل من يقول هذه الكلمة الشريفة كيف يمكنك القيام بحقه ؟ |
فهذه الطرق جعلها الله لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جداً لاختلاف استعدادات العباد وقوابلهم، ولو جعلها نوعاً واحداً مع اختلاف الأذهان والعقول وقوة الاستعدادات لم يسلكها إلا واحد بعد واحد.
28ولطالما كثر تحذيرُ العلماء المرشدين للسائرين إلى الله تعالى من الوقوف والانقطاع، وشحذُ هممهم لمواصلة السير ومتابعة الجد، وترغيبُهم بنعيم الوصول وسعادة القرب | |
---|---|