أيها الإخوة المؤمنون ؛ هذا القرآن الكريم ، يُقرأ للتفكر ، للتأمل ، للنظر ، للبحث ، للدرس أما أن تقرأ القرآن هكذا ، من دون عقل ولا فهم ، يقول ختمت القرآن والحمد لله ، هذا ليس من الدين في شيء ، اقرأ القرآن ، ولكن إذا شئت أن ينعكس كتاب الله في قلبك سعادة ، لابد من التأمل فيه وتدبره لذلك أنصحكم أن ترجعوا إلى هذه الآيات في سورة الأنعام ، اقرؤوها بتأمل ، بتدبر ، بتأن ، بتؤدة ، بعناية ، واستنبطوا منها ، ولابد من أن تطبقوها ، وإلا نكون أخسر الناس في هذا الكتاب بل كيف تتصور حقه ؟
فإن رجعت فإلى أعدائها رجوعُها، وإن تقدمت فإلى أحبابها مصيرها، وإن وقفت في طريقها أدركها أعداؤها فإنهم وراءها في الطلب فأحدها : أنهم يقولون : علي ولي الله وكل من يقول هذه الكلمة الشريفة كيف يمكنك القيام بحقه ؟

طريق الوصول إلى الله

فهذه الطرق جعلها الله لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جداً لاختلاف استعدادات العباد وقوابلهم، ولو جعلها نوعاً واحداً مع اختلاف الأذهان والعقول وقوة الاستعدادات لم يسلكها إلا واحد بعد واحد.

28
الطريق إلى الله تعالى للبحراني
طريق الوصول إلى الله
الخطبة : 0065
التي يتحلى بها السالك في طريقه إلى معرفة الله تعالى معرفة ذوقية، والوصول إلى مقام الإحسان الذي لا حدَّ لمراتبه
ولطالما كثر تحذيرُ العلماء المرشدين للسائرين إلى الله تعالى من الوقوف والانقطاع، وشحذُ هممهم لمواصلة السير ومتابعة الجد، وترغيبُهم بنعيم الوصول وسعادة القرب

طريق الوصول إلى الله

لو ذقت حلاوة الوحدة لاستوحشت من نفسك.

7
الخطبة : 0065
الطريق إلى الله تعالى للبحراني
فطريق الوصول إلى الله تعالى هو تلك المقامات القلبية: كالتوبة والمحاسبة والخوف والرجاء والمراقبة
الخطبة : 0065
وكما أن لكل طريق حسي مخاطر وعوائق وقطاعاً، فإن للطريق الروحي القلبي مزالق ووهاداً وعقباتٍ لا بد من الانتباه إليها، ومن هنا يظهر فضل الدليل، وضرورة المرشد الذي يمسك بيد السالك فيجنبه المخاطر، ويقيه شر المهالك