إلا أن صاحب الأثر الأكبر في تكوينه العلمي والروحاني هو سراج الأمة في عقودها الأخيرة شيخ الإسلام العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني، الحافظ المفسر، والعارف المحقق، والدكتور نور الدين حفظه الله تعالى ابن أخته وصهره زوج ابنته | ذهب نور الدين بعد إنهائه الثانوية إلى مصر، فالتحق بجامعة الأزهر ليحصل على الليسانس عام 1958 متفوقًا على زملائه مع فوزه بالمرتبة الأولى، ودرس هناك على يد الشيخ مصطفى مجاهد والشيخ محمد محمد السماحي والشيخ عبد الوهاب البحيري والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، كما يعتبر الشيخ الكبير عبد الله سراج الدين أبرز من تلقى عنهم الشيخ عتر تعليمه |
---|---|
وفي عام 1964م نال درجة الدكتوراه عن أطروحته: طريقة الترمذي في جامعه، والموازنة بينه وبين الصحيحين | دارت في رأسي صورة أمي ومنامي وكلام شيخي أبي خالد، فقلت لشيخنا العتر: سيدي لقد رأيت في المنام ما حدث الآن، وكنت سألت أستاذي فيما رأيت، فقال لي: خذ، هذا مال من أطهر المال؛ ابتسم شيخنا العتر، وودعته، ومضيت |
نور الدين عتر عن ٨٣ عاما؛ حيث أسلم الروح لبارئها بعد رحلة طويلة مباركة من العطاء العلمي والتربوي والدعوي، رحمه الله وغفر له، وجزاه عن العلم وطلابه خيرا، وأنزله منازل الادأبرار، وأنزل الصبر والرضا على قلوب أهله وطلابه ومحبيه.
28جدير بالذكر أنه كُتبت عنه رسالة ماجستير بعنوان الدكتور نور الدين عتر وجهوده في علوم الحديث أعدها عبد العزيز محمد الخلف، ونوقشت عام 2007م بكلية الشريعة — جامعة دمشق | وصف الكتاب كتاب حديث يدرس قواعد الجرح والتعديل وأحكامها، في منهاج محكم ينظم الدراسة، ويقيم الأدلة، ويوضح بالشواهد والأمثلة، ليجمع بين النظرية والتطبيق |
---|---|
ويحرر هذا المقال بعض المزايا التي استلهمها الدكتور محمد أبو شهبة من الكتاب في ثلاثة محاور رئيسة، ويمثل قراءة في هذا الكتاب العلمي الفذ، وإشادة بجهود الدكتور نور الدين رحمه الله تعالى | سليل أسرة علمية عريقة في التقى والصلاح، راسخة في علوم الشريعة والحقيقة |
تجاوزت مؤلفاته الخمسين ما بين تحقيق وتأليف، أبرزها كتاب: منهج النقد في علوم الحديث الذي اعتبر مرحلة تاريخية جديدة في علم المصطلح بعد مرحلة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني.
1