بقدر ما يكون عند الإنسان من العلم | هذه كلها أدلة تبين فضل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه لا بد للأمة الإسلامية أن تتحمل هذه الدعوة وأن تقنع نفسها بهذا الإسلام وأن تحمل هذا الإسلام إلى غيرها بشتى الطرق وبشتى الوسائل المتعددة |
---|---|
ولهذا ما أقام رسول اللَّه × بمكان في المدينة إلا كان أول ما يفعله بناء مسجد يجتمع فيه المؤمنون، فقد أقام مسجد قباء حين أقام فيها، وصلى الجمعة في بني سالم بن عوف، بين قباء والمدينة، في بطن وادي رانوناء فلما أن وصل إلى المدينة كان أول عمل عمله بناء المسجد فيها | وبعض الأسر اليوم تقوم فيها الدنيا ولا تقعد إذا أنفق الرجل والمرأة وتنشأ المشاكل الأسرية شحًا وبخلاً!! لله دره على عظيم صبره في الدعوة، ومع هذه المدة الطويلة ما آمن به إلا القليل منهم |
كذلك من وسائل الدعوة المعاصرة | فالرفق سبب لكل خير؛ لأنه يحصل به من الأغراض ويسهل من المطالب، ومن الثواب ما لا يحصل بغيره، ومالا يأتي من ضده |
---|---|
وكذلك تشير هذه الآية المباركة إلى أن سبب بقاء الخيرية في هذه الأمة بدعوتهم إلى الله تعالى، وأدائهم مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر |
وللكتاب نصيب عظيم كوسيلة دعوية: أذكر أن بعض الإخوة ذهب إلى روسيا وحمل معه من أحد الكتيبات مائة نسخة ولما استقر به المقام وزع عليهم هذه النسخ، وفي نهاية رحلته طرح عليه المرافق رأيًا حول هذا الكتاب قال: لو تطبع هذا الكتاب في العاصمة —وكان ذاهبًا لها- لكان أوفر تكلفة مع فارق قيمة الشحن وغيرها من الصعوبات، فاستحسن الفكرة وقال: أعطني نسختك فقال: لا، وطلبها من غيره فكلهم رفضوا خشية أن لا يعود الكتاب إليهم مرة أخرى! قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قد تبين بهذا: أن الدعوة إلى الله تجب على كل مسلم، لكنها فرض على الكفاية، وإنما يجب على الرجل المعين من ذلك ما يقدر عليه، إذا لم يقم به غيره".
8أولاً: نحاول حلها تمامًا وإزالتها | ومما يدل على شجاعته تقدمه × وهو يركض بغلته إلى جمع المشركين، وقد فر الناس عنه، ونزوله إلى الأرض حين غشوه مبالغة في الشجاعة والصبر، وقيل: فعل ذلك مواساة لمن كان نازلاً على الأرض من المسلمين، وقد أخبر الصحابة — رضي اللَّه عنهم — بشجاعته × في جميع المواطن |
---|---|
ـ والله من وراء القصد ـ وكتبه محمد بن حسين يعقوب |
فهد بن حمود العصيمي بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد: إن من خير ما تصرف فيه الجهود، وتبذل فيه الطاقات هو نشر هذا الدين وبيانه للناس بأسلوب ميسر يفهمه العامة والخاصة.
23