وتراهم قد عدَّوا تفسير البغوي ت : 516 من كتب التفسير بالمأثور ، فلِمَ لم يجعلوا المختصر الخازنيَّ من كتب التفسير بالمأثورِ تبعًا لأصله البغويِّ ؟! فالتفسير ينسب إليه ، وفيه آراؤه في التفسير ، وفيه مصادره التي من أعظمها التفسير المأثور عن السلف ، ومنها اللغة ، ولو سلك من يكتب عن تفسيره الأسلوب الذي انتهجه هؤلاء في عدِّهم لتفسيره أنه من التفسير بالمأثور بسبب أسانيده ورواياته لتفسير السلف ، لو عدَّه من كتب التفسير اللغوي بسبب كثرة اعتماده عليها ، لما أبعد في ذلك | وللعلماء في اعتماد هذا المنهج في التفسير موقفان، الأول يرى عدم جواز تفسير القرآن بالرأي، والثاني يرى جواز التفسير بالرأي عن طريق الاجتهاد |
---|---|
ثانيًا : علاقة المأثور بالرأي : يُفهم ممن جعل التفسير بالرأي قسيمًا للتفسير بالمأثور ، أنَّ التفسير بالرأي ما عدا الأربعة المذكورة في التفسير بالمأثور ، وهذا فيه عدم تحرير ، وقد ظهر من ذلك نتائج ؛ منها : أنَّ التفسير المأثور أصح من التفسير بالرأي ، وأنه يجب الاعتمادُ عليه | إن المقابلة بين التفسير بالمأثور على أنه تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة، ثم بأقوال التابعين والتفسير بالرأي على أنه ما عدا ذلك خطأ محضٌ لا دليل عليه من قول السلف أو من العقل |
ولم يشر إلى كتابه الدر المنثور وهذا يدل على أنه لم يؤلفه بعدُ حين كتب ذلك الكتاب ، أو أنه لم يرد الاستقصاء عندما ذكر كتبه بدليل قوله حتى صنفتُ في تعليقاته كتباً شتى ، منها التفسير الملقب ترجمان القرآن.
7قال السيوطي في مقدمة كتابه قطف الأزهار وبعد فإن الله سبحانه ، وله الحمد قد منَّ عليَّ بالنظر في علوم القرآن وحقائقه ، وتتبع أسراره ودقائقه ، حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى ، منها التفسير الملقب ترجمان القرآن وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل وسمعوا منه التفسير والتأويل ، وقد تم —ولله الحمد- في خمس مجلدات ، وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين ، ولا من بعدهم | ثمَّ تتابع بعض المعاصرين على هذا المصطلحِ بتقسيماته الأربعة |
---|---|
ثانيًا : التفسير الذي يدخله الرأي : يشمل هذا القسم كل التفسيرات التي فيها أكثر من احتمال في المراد من الآية ؛ لأن الاحتمال عرضة للاختلاف والاجتهاد في معرفة أيها المراد | بل أليست من أعظم ما يميّز تفسيره بعد نقولاته عن السلف؟! والتفسير بالمأثور يجب الأخذ به، ولا يجوز العدول عنه إذا صح |
أولاً: التفسير بالمأثور يُقصد بهذا المصطلح، تفسير القرآن اعتماداً على ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته، وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما نقل عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
28ثالثا: باعتبار أساليبه: ينقسم بهذا الاعتبار إلى أربعة أقسام: 1- التفسير التحليلي | |
---|---|
وهو أفضل مناهج التفسير وأعلاها، ومراعاته علامة الصواب، وقاعدة لضبط التجديد في فهم القرآن | قال مناع القطان :» التفسير بالمأثور هو الذي يجب الأخذ به ؛ لأنه طريق المعرفة الصحيحة ، وهو آمن سبيل للحفظ من الزلل والزيغ في كتاب الله « |
وأما إذا رجع الأمر إلى اختيار القول الأَولى أو الصحيح ، فقد دخلت في التفسير بالرأي والاجتهاد ؛ لأنك ترى أن هذا القول أولى من غيره.