فوائد الصبر عن البلاء عندما يصبر المخلوق على ابتلاء الخالق واختباره في ماله أو صحته أو أهله أو ما نحو ذلك، فإن الجزاء يكون العاقبة الحسنة ولنجد أن النبي أيوب خير مثال على الصبر ولكنه لما صبر أصبح الأسوة الحسنة لكل من ابتلي | وعن عن النبي قال : ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه ، وإنما قال : من خطاياه لأن بعض الذنوب لا تكفر إلا بالتوبة وإرجاع الحق إلى أهله |
---|---|
فمن يرى بلاء غيره، يهون عليه بلائه |
وعنصر الأمل هنا هو أن يكون الله تعالى قد ابتلانا وأحبنا، كما قد نحتاج أحياناً إلى عنصر الغضب الإلهي عندما نريد أن نهزّ ضمائرنا، فنحاول نفسيّاً أن نفترض أنّ هذا العذاب الذي نزل هو من تقصيرنا ليكون ذلك دافعاً لنا للنهوض والعودة إلى الله تعالى مجدّداً، ولكنّ هذه بأجمعها سياقات نفسية لخلق الأمل أو الندم، وليس على المستوى العقلي إمكانات سهلة لاكتشاف واقع القصد الإلهي، إلا على سبيل الظنّ في الغالب.
19حمل الهموم والتشائم يفتح على الإنسان باب الوساوس الشيطانية والأفكار التي تؤذيه في حياته وتجعله يعيش في هم وكدر طوال الوقت | هذا ما أفهمه بضمّ مجموعات النصوص إلى بعضها بعضاً والعلم عند الله |
---|---|
وقد حذرنا المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم من موجبات هذا النوع من الابتلاء فيما يرويه عنه عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما حيث قال: كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأقبل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بوجهه فقال: « يا معشر المهاجرين، خمس خصال أعوذ باللّه أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا، ولا خفر قوم العهد إلا سلط اللّه عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل اللّه عز وجل في كتابه إلا جعل اللّه بأسهم بينهم» ابن ماجه، وصححه |
فعليك أن تفهم لماذا يبتليك الله تعالى | وروى البيهقي في شعب الإيمان ج7: 146 عن أبي هريرة أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله عز وجل إذا أحبّ عبداً ابتلاه ليسمع صوته |
---|---|
وهذا لا يعني أنّ الذي لا ينزل به الابتلاء لا يكون محبوباً لله، بل غاية ما يعني أنّه من الممكن أنّه لا يحتاج لنزول الابتلاء؛ لأنّه يعود إلى الله ولو من دون ابتلاء، فيكون أكمل من الذي ابتلي | الابتلاء هو أخصّ وأقلّ شمولية من البلاء لأنّه خاصّ بالمسلمين الطائعين أكثر وإن كان يصيب الكافرين فهو بإنزال عقوبة عليهم بسبب كفرهم وجورهم وغيّهم، أمّا المسلمين فيصيبهم كاختبار لهم من أجل التمحيص ورفعة الدرجات وغفران السيئات، وفي نفس الوقت ليعودوا لربهم إن قصروا وأخطؤوا، فالابتلاء محنة في أغلب حالاتها وما فيه من منحة ليزيد المؤمنين إيمانهم والضالين ضلالة ومقتا وكفرا، وهي سبب في فضح خبايا المنافقين فتزيد من خبثهم وبعدا عن الحق، ولقد ابتلى الله الكثير من عباده الصالحين بالمصائب ليبتلي صبرهم وإحسانهم، وبعد ذلك عوضهم خيراً مما أخذ منهم وحياة الأنبياء والصالحون حافلة بالكثير من النماذج، وكفانا في ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما تعرض له من ابتلاءات فمكن الله له بعد ذلك،إذاً فالابتلاء هو دأب الأنبياء والصالحون |
وقال أيضًا "ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تَعْتَوِرْ فيها الأمراضُ والأكدار، ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار.
9