} الطلاق : 2,3 فإلى كل من يشكو من تأخُر الرزق عنه إلى الآن عليك بتقوى الله عز وجلَّ حتى يرزقكمن حيث لا تحتسب | أما بعد: فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله - تعالى - هي أكرم ما أسررتم وأعظم ما ادخرتم وأزين ما أظهرتم |
---|---|
وعرّف علي بن أبي طالب رضي الله عنه التقوى فقال: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل | اتق الله حيثما كنت، في السر والعلانية، أتبع السيئة الحسنة تمحها، لماذا بدأ بالسيئة؟ ، لأنها هي المقصودة الآن، عند التكفير الاهتمام يكون بالسيئة، لا لفضلها ، ولكن لأنها المشكلة التي ينبغي حلّها |
أهمية التقوى وميزاتها : 1ـ أن كلمة الإخلاص لا إله إلا الله تسمى كلمة التقوى : إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً الفتح:26 2ـ أمر الله بها عباده عامة وأمر بها المؤمنين خاصة : يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ النحل:2 وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ المؤمنون:52 لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ الزمر:16 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ آل عمران:102 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً النساء:1 وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ النساء: من الآية131 3ـ وصية الأنبياء لقومهم : إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ الشعراء:106 إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ الشعراء:124 إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ الشعراء:142 إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ الشعراء:161 إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ الشعراء:177 وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ العنكبوت:16 4ـ طلب الله من الخلق عبادته لتحقيقها : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة:21 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة:183 وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الأنعام:153 5ـ مكانها القلب أهم عضو في جسم الإنسان والذي به الصلاح والفساد: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ | في كتاب النبي لأهل نجران: لايحرك راهب عن رهبانيته ولا واقه عن وقاهيته |
---|---|
اللهم اجعلنا من الذين يتّقونك، حتى نجني من ثمار التقوى ما يفرحنا يوم نلقاك، وأنت عنا راض | وفي مفاهيمه البارزة للعقيدة الصوفية، ففي كتاب مرشد العباد يضع ت |
ما معنى التقوى في الإسلام : تعتبر كلمة التقوى لغة عربية و أيضا كلمة تعبر عن شرع الله، فالتقوى لغة تعنى الحذر، و الحذر هنا من الله و مخافة غضبه، والعمل على إرضائه ولكن من مفاهيم الشريعة الإسلامية.
5وهذه الكلمة وجد أقدم تدوين لها بالنصوص المصرية بلفظها البسيط قا التي من معانيها الأمر الإلهي او الملكي | وقد نوع القرآن الكريم في حديثه عن التقوي ، فمرة يأمر بالتقوي ، وأخرى يرغب فيها ، ومرة يذكر أوصاف المتقين ، ومرة يذكر جزاءها والأجر المترتب عليها ؛ لذلك ينبغي علينا أن نتدبر هذه الآيات وأن نفهم معانيها ، ونفتح قلوبنا وعقولنا لها حتى تستقر التقوى في قلوبنا ، وتترسخ في نفوسنا ؛ لأن مدار السعادة في تحقيقها ، وطريق الفوز والنجاة في التمسك بها0 فتعالوا لنعيش معا في ظلال هذه الآيات ، ونرتشف من رحيقها ، وننهل من معينها ما يجعل ماء التقوى يجري في عروقنا ، ويسري في أوصالنا حتي تكون حياتنا مرهونة بها ، وسعادتنا موصولة بأهدابها0 أولا : الأمر بالتقوى أتي الأمر بالتقوى في القرآن الكريم في حوالى 81 موضعا ، وقد نوع الله عز وجل في الأمر بالتقوى على النحو التالى: 1- أمر بها الناس جميعا: قال تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا النساء 1 ، وقال أيضا يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ الحج1 2- أمر بها المؤمنين: حيث ناداهم بوصف الإيمان؛ ليكون ترغيبا لهم في تحقيقها والاتصاف بها ، فقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ آل عمران 102 ، وقوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ الحجرات 1 3- أمر بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: وهذا من أكبر الأدلة على أهمية التقوى ، حيث أمر بها أشرف خلقه ، وأكرم أنبيائه |
---|---|
قال القرطبي رحمه الله: وهو الصحيح، وإليه يرجع قول ابن عباس وعروة | ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" وقال لابن عمر "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" |
وتأمل ما في القرآن من ذكرها، فكم عُلِّق بها من خير، وكم وُعِد عليها من خير وثواب، وكم أضيف إليها من سعادة! فهذان الأمران يساعدا الفرد على طاعة الله و ذلك من خلال تنفيذ الأوامر و تجنب النواهي.
13