سابعًا: أنهما نزلتا بحضرة جبريل، ومحمدٍ صلوات الله وسلامه عليهما | |
---|---|
ومن فضائلهما: أنهما وردٌ وإعاذةٌ من الشياطين في البيوت، فعند الترمذي وأحمد والدارمي والنسائي عن النعمان بن بشيرٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ" حسَّنه الترمذي وابن حجر وغيرهما | ومن المناسبات: أن الله ذكر في أول الفاتحة مدح المؤمنين المتقين الذين يؤمنون بالغيب، ومدحهم في آخرها بأنهم استجابوا وانقادوا وأسلموا وأطاعوا؛ فهكذا المؤمن تطبيقًا واستسلامًا وتحقيقًا |
وأما مناسبتها؛ فيقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كما في الدرر السَّنية: "لما ذكر سورة البقرة، ثم ذكر بعد ذلك أحكام النكاح، والوالدات، والصدقات، والديون، والربا، ثم ختمها بالدعاء العظيم المتضمن وضع الآصار والأغلال والعفو والمغفرة والرحمة، وطلب النُّصرة على القوم الكافرين الذين هم أعداء ما شرعه الله، ما شرعه من الدين في كتابه المبين".
11تاسعًا: أنهما حمايةٌ في حماية، فالبقرة حماية، وهما أخص بذلك الحماية | قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ |
---|---|
ودليل الوجه الرابع والذي هو بمعنى كفتاه كل شر، والذي يندرج تحته الوجه الخامس والسادس، وقد دل عليها حديثان رواهما الحاكم وصححهما قال صلـى الله عليه وسلم: لا يقرب الشيطان داراً قرئت فيها ثلاث ليال ، وفي رواية أخرى: لا يقربه الشيطان -أولا يدخل الشيطان معه- تلك الليلة شَهِدَ — تعالى — للمؤمنين بأنهم آمنوا بما آمن به رسولُهم، ثم شهد لهم جميعاً بأنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله ، فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد لا إله غيره ولا رب سواه، ويصدقون بجميع الأنبياء، والرسل، والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، لا يفرقون بين أحد منهم، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون | أوضحت سورة البقرة في آياتها لعباد الله المؤمنين؛ أصول التشريع في نطاق العبادات والمعاملات؛ من الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج والجهاد في سبيل الله تعالى، وتنظيم شؤون الأسرة في المجتمع المسلم، وتحريم كُلٍ من السحر وأكل أموال الناس بالباطل، والقتل بغير حق، وتحريم الخمر والميسر والربا وغيرها من الأمور، كما تضمنت سورة البقرة آيةً عظيمة من آي القرآن؛ وهي آية الكرسي، وتضمنت أطول آية في القرآن الكريم؛ وهي آية الدين التي بينت أحكام الدين وختمت السورة بالتذكير بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، ودعاء الله المشتمل على طلب اليُسر والسماحة ورفع الحرج والآصار والأغلال وطلب النُّصرة على الكافرين، وفي هذا المقال سيتم تناول عنوان فضل خواتيم سورة البقرة، ، وفضل سورة البقرة بشكل عام |
فللنفس ثواب ما كسبت من الطاعات، وعليها عقاب ما اكتسبت من المعاصي.
8ومن فضلهما: أنهما من خصائص نبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأمة، وأنهما نورٌ وبركة، وخصائص هذه الأمة؛ ففي مسلم عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده جبريل إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: " هذا بابٌ قد فُتِح من السماء ما فُتِح قط، قال: فنزل منه ملك فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، ولن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته" | ومن المناسبات: أن الإنسان مهما قام مما أوجب الله عليه لا بُدَّ من التقصير والنقص فناسب دعاء الله بعد سرد الأحكام بالعفو والمغفرة والرحمة |
---|---|
ففي هذا الخبر عشر فوائدٍ ودُرر: الأولى: أنهما من خصائص نبينا | وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سمع نقيضًا من فوقِه، فرفع رأسَه، فقال: « هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ، لم يفتح قط إلا اليومَ |