الوجه الثالث: انظر هذه الوجه في صيانة الإنسان ص: 447 ويمكن أن يعلم بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للتوحيد، بنهيه عن الشرك, وتحذيره منه, وبيان خطره, وقبحه، وبإقامة الأدلة, والحجج على وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة, بأنواع من الأدلة، كبيان ربوبية الله تعالى, وإنعامه, وتقرير المشركين بذلك، وبيان ضعف وعجز من يعبد من دون الله
أي أن هو أفضل الأعمال الصالحة من وغير ذلك ثانياً: صدق الرَّغبة بما عنده من الثَّواب والنَّعيم، ولا شك إذا كان عندك علم بتفاصيل ما في الجنَّة وتفاصيل الثَّواب يزداد رجاءك

مفهوم توحيد الألوهية

كما أنْ المُوحِّدَ إذا أحدَث ذنبًا ومعصية، عَلِم أنَّ أفعاله وإن كانتْ بمشيئة الله وحُكمه، وقضائه وقدره، إلاَّ أنَّ النسبةَ في العصيانِ مَردُّها إلى الإنسان، أو وَسواس الشيطان، فيَدعوه ذلك إلى التوبة وطلَبِ الغُفران، ويُقِرُّ لربِّه بذنبه، وأنَّ معصيته بسبب تقصيره وخطئه، وأنه مُستحق للعقاب بحُكمه وعدله، وأنَّ ربَّه مُنَزَّه عن ظُلم أحدٍ من العالمين، فإن أدخَل عبدًا ، فبفَضله ورحمته، وإن عذَّبه، فبِعَدله وحِكمته.

20
تعريف التوحيد وأقسامه
والماء لا يطفئ النار إلا بمشيئة اللَّه، وكلُّ ما يعمل الإنسان من عمل فإن ذلك بإذن اللَّه لأنه تعالى هو الذي أقدره على ذلك ومنحه الاختيار والحرية والقدرة والعقل ليتصرف كيف ما يريد، فكلُّ حركة من الحركات تعود إلى ذاته المقدسة، فان المؤثر للاستقلال هو اللَّه تعالى وما بقي من الأسباب فليس لها القدرة على التأثير إلّا بمشيئة اللَّه وإرادته
توحيد الألوهية هو
هذا التفسير وهذه الكلمة على هذا النحو ليست هي كلمة لا إله إلا الله إنما هي كلمة لا رب في الوجود إلا الله، والإله غير الرب
افراد الله بالعبادة هو توحيد
فيوجبون توحيده بهذه الأمور والأقسام الثلاثة
وكلمة الشهادة: "لا إله إلا الله" تنفي الألوهية عن غير الله، لأن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فهى تنفى الألوهية وهى العبادة عن غير الله، وتثبت العبادة لله وحده، دون ما سواه من سائر المخلوقات، والأدلة على هذا من كتاب الله وسنة رسوله كثيرة جداً، منها قوله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ وقوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا فمعنى لا إله إلا الله : لا مستغنياً عما سواه ولا مفتقراً إليه كل ما عداه إلا الله
توحيد الألوهية هو توحيد اللاهوت هو إفراد الله عز وجل بكل أنواع العبادات ، ما ظهر منهم وما هو بطن ، والإله هو العبادة ، وهو كل ما يحبه الله ويقبله من الأقوال والأفعال والأفعال ، والله هو الله ووافق الرازي في تعريفه ما ذهب إليه الشافعي، حيث يرى أن العبادة كل ما أمر الله به فعلا، وكل ما أمر بالكف عنه تركا، فقال كما في الرسالة: "وابتلى طاعتهم بأن تَعَّبدهم بقول وعمل وإمساك عن محارم حماهموها"

ما هو توحيد الالوهيه ومكانته والأدله على توحيد الالوهيه

وعلى كلِّ حالٍ، فتوحيد الألوهيَّة يَعني: توجُّه العبد بكلِّ عباداته وأفعاله الظاهرة والباطنة لله وحْده، والكفر بكلِّ ما يعبد من دونه من الطواغيت؛ أي: بُغضه وكُرهه مع اعتقاد بُطلان عبادته، وهذا هو معنى كلمة النجاة "لا إله إلا الله"، ولعلي أُفرد لها بحثًا مُستقلاًّ فيما بعدُ - إن شاء الله تعالى.

18
ما هو توحيد الربوبية؟ وكيف يكون توحيد الله الواحد؟
وكلمة التوحيد هي الكلمة التي على أساسها جاءت رسالة النبي إلى مجتمعه والناس أجمعين، يقول تعالى: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى
توحيد الألوهية هو
ثم هذه الأشياء كانت فاقِدة للوُجود، فكيف تستطيع أن تَهبَ الوجودَ لنفسها؟ ومعلوم أنَّ فاقد الشَّيء لا يُعطيه، وأمَّا على التَّفسير الثَّاني للطَّبيعة بأنَّها خصائص الأشياء: فإنّه باطل؛ لأنَّ الأشياء إذا عَجزت عن إيجاد نفسها فَمِن باب أَولى أن تَعجز صفاتها عن إيجادها؛ لأنَّ الذَّات أقوى من الصِّفات، والصِّفة تابعة للمَوصُوف، فكيف تخلقه وهي تابعة له؟ ثم هذه الطَّبيعة فإنَّها لا شعور لها، فهي عبارة عن آلة محضَة، فكيف تصدر عنها الأشياء، ويكون فيها دقة وإبداع وإتقان؟ ثم نقول: إن المُستَقر في الفِطَر أنَّ الأشياء قسمين: خالقٌ ومخلوقٌ، فكيف يكون الخالق مخلوقاً والمخلوق خالقاً ؟ فهذا لا يكون
(1) معنى توحيد الألوهية
فالعبادة تتضمَّن الطلب والقصد، والإرادة والمحبَّة، وهذا لا يتعلَّق بمعدومٍ، فإنَّ القلب يَطلب موجودًا، فإذا لَم يَطلب ما فوق العالَم، طلَب ما هو فيه