جعلنا الله ممن يؤمن بالملائكة ويحبهم ويجتنب ما يؤذيهم، نكتفي بهذا القدر، ونتحدث في اللقاء القادم - بمشيئة الله تعالى - عن الركن الثالث من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالكُتُب | ما هو الإيمان بالله؟ قبل أن نتعرف على أركانه، يجب أن نعرف ما هو الإيمان بالله تعالى، فإن الإيمان هو قول اللسان وفعل القلب بأن الله هو الإله الواحد الاحد لا شريك له وهو الواجب عبادته والإخلاص لأوامره والانتهاء عن الحدود التي وضعها للإنسان |
---|---|
ومن شأن الإيمان أنّ يؤدّي إلى إدراك عظمة الله -تعالى-، وحُسن تدبيره، كما أنّ الإيمان بهم يدلّ قوة إيمان المسلم، إذ يؤمن بأمرٍ غيبيٍ لا تراه الأبصار، وإنّما تُدركه العقول والأفئدة، كما أنّ الإيمان بهم يحمل المسلم على مجاهدة نفسه في طاعة الله، وحَمْل النَّفس على مخالفة الهوى؛ لإيمانه بأنّ الملائكة تراقب أعماله، وتسجّل حسناته وسيئاته، كما يحمل الإيمان بهم النَّفس على زيادة العمل؛ اقتداءً بهم في طاعتهم المُطلقة لله | الإيمان بالله خالق الكون أن تؤمن أن الله وحده لا شريك له لا يوجد له نداً أو ولداً أو صاحبة تعالى الله عما يشركون، وأنه خالق الكون وخالقنا وخالق جميع الموجودات يدبر الأمر من فوق سبع سماوات |
وكذلك يجب الإيمان تفصيلًا بالكتب التي ذكرها الوحي الشريف وهذه الكتب هي: 1- صحف إبراهيم: وهي التعاليم الإلهية التي أنزلها الله تعالى على إبراهيم عليه السلام، وكذلك أنزل تعالى تعاليم على موسى- عليه السلام- وهي الصحف، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} الأعلى:18-19.
27الإيمان بالملائكة خلق الله الملائكة من النّور، وجعلها كائناتٍ لطيفةٍ تستطيع التشكّل والظُّهور في صورٍ عدّةٍ، وهي غير محتاجةٍ للأكل والشُّرب كحال البشر، وهي مخلوقاتٌ مسخرةٌ لطاعة الله، وتنفيذ أوامره، فلا تعصيه أبداً، ومن الأعمال والمهام التي وُكلت بها الملائكة: تسجيل أعمال البشر وحِفظها، وتقديس حملة العرش لله -تعالى- بالتسبيح والحَمْد، كما يستغفرون للبشر الذين يتوبون من ذنوبهم، ويدعون الله لهم لدخول الجنّة، والعتق من النيران، ومن مهاهم أنّهم وسطاء بين الله -تعالى- والأنبياء، حيث يتنزّلون بالوحي من السماء، كما أنّهم ينفّذون أمر الله، ويدبّرون ما أُمروا بتدبيره، وينزعون الأرواح من الأجساد بأمرٍ من الله | أركان الإيمان ما هي أركان الإيمان؟ هذا السؤال يجب أن يعرفه جميع المؤمنين والمسلمين، فإن الإيمان بالله هو الغاية التي تسمو الغايات جميعها، وهو الهدف الذي يسعى إليه الجميع، فإنه مفتاح في الآخرة، ومفتاح الفلاح والصلاح في الدنيا، فما هي أركان الإيمان وما هي الأمور التي تجعلنا مؤمنين بالله، هذا ما نتعرف عليه في الرحلة الروحانية في هذا المقال، فهيا بنا |
---|---|
الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان هو الإيمان بوجود اليوم الآخر أو يوم القيامة وأنه يوم الفصل والحساب والتصديق بما أخبرنا الله عنه من الحساب وتطاير الصحف | فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم |
الإيمان باليوم الآخر الإيمان ؛ هو: أحد أهمّ أركان الدِّين الذي يُحدّد فيه مصير الخلائق، والإيمان به يعني التصديق بكلّ ما جاء به الله -تعالى- وجاء به نبيّه -عليه الصلاة والسلام- من أخبارٍ غيبيةٍ متعلّقة بذلك اليوم، ومنها: الدالّة على قُرب وقوع يوم القيامة، ومرحلة ما بعد الموت وبَعْث الخلائق، ومسيرها إلى أرض الحشر، ووقوفها للعرض والحساب، ثمّ وضع الميزان والصراط، ثمّ المصير الأخير، ويظهر أثر الإيمان باليوم الآخر في سلوك العبد حينما يحمله على الاجتهاد والعمل؛ لتحقيق السعادة في ذلك اليوم بدخول ، وقال الشيخ رشيد في ذلك: "فإنّ العلم بذلك هو الذي يؤثّر في النَّفس فيبعثها على العمل، وأمّا مَن كان على ظنٍّ أو شكٍّ؛ فإنّه يعمل تارةً ويترك أخرى لتنازع الشكوك قلبه".
والأدلة تؤكد ذلك، فقد أمر الله بهم، وقرن ذلك بالإيمان به كما ذُكر في : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ، وجاء الإيمان بهم في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان كما في حديث جبريل: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله | محمود فتوح محمد سعدات، ، صفحة 43 |
---|---|
والإيمان برسله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره | وتتجلّى أهميّة في علاقته الوثيقة بالإيمان بالله -تعالى-، فالإيمان بالقَدَر يعني التصديق بمراتب القَدَر التي تُثبت قدرة الله، وعلمه، وإرادته، ومشيئته، فإذا أثبت العبد تلك الصفات لله، وآمن بها؛ فإنّ ذلك يعني إيمانه بالله -تعالى-، واعتقاده بوحدانيّة الله في الربوبيّة والألوهيّة، كما أنّ الإيمان بالقَدَر يعدّ سبيل معرفة العقيدة الصحيحة، وحصول الطمأنينة، والرضا بِما قدّره الله، فالمسلم مُوقنٌ بأنّ كلّ ما يحصل ويقع له من تقلبّاتٍ في الحياة الإنسانيّة، وكلّ ما يُعاينه العباد من آلامٍ وابتلاءاتٍ؛ إنّما هي من قِسمة الله وتدبيره، وذلك يبعث في نَفْس العبد الطمأنينة والسكينة؛ لأنّه يؤمن بقَدَر الله -تعالى- الذي يعدّ بمثابة محكٍّ لاختبار إيمان العباد، دون التعرّض لأيٍ من الشُبهات والغوايات، وإنّما يضع المسلم حدّاً لكلّ ذلك بإيمانه ويقينه الذين لا يتسلّل إليه أي شكٍّ، بثقته بربّه، وما قدّر له من أمور حياته الدُّنيا، وذلك كلّه ممّا يدلّ ويبيّن أهميّة الإيمان بالقَدَر بكلّ ما فيه |
ويجب الإيمان إجمالًا أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل كتبًا على رسله لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات من النور، قال تعالى: {فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } الشورى: 15.
7